في 100 يوم.. ترامب يعيد تشكيل النظام العالمي
100 يوم من حكم ترامب تُحدث تغييرات جذرية في النظام العالمي: حرب جمركية، تهديدات اقتصادية، وعلاقات متوترة مع الحلفاء
عربية وعالميةأخر الأخبار


في فترة 100 يوم فقط منذ عودته إلى البيت الأبيض، أحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولات جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث شن حربًا جمركية عالمية، وقلص المساعدات الخارجية، وقام بعدد من الإجراءات المفاجئة التي قلبت بعض أركان النظام العالمي الذي ساعدت واشنطن في بنائه بعد الحرب العالمية الثانية.
سياسة "أمريكا أولًا" التي تبناها ترامب في ولايته الثانية جعلت بعض حلفاء الولايات المتحدة يشعرون بالتهميش بينما منح ذلك الجرأة لخصومها.
الاضطرابات العالمية:
رئيس الولايات المتحدة يتبع سياسة تُعرف "بأمريكا أولاً"، حيث أدت إلى تصاعد القلق بين الحلفاء ودفعت بعضهم إلى إعادة النظر في علاقاتهم مع واشنطن. على الرغم من محاولات ترامب في تخفيف بعض سياساته، مثل تأجيل فرض بعض الرسوم الجمركية، فإن الدوافع طويلة الأمد تؤكد أن العديد من الدول قد تتبنى سياسات مستقلة لتجنب الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة.
ووفقًا للمفاوض السابق دينيس روس، فإن العالم يشهد اضطرابًا هائلًا في العلاقات الدولية، ولا أحد يعلم كيف سيُبنى النظام الدولي الجديد. كما أشار إلى أن بعض الدول بدأت اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز استقلالها عن الولايات المتحدة، مثل سعي بعض الحلفاء الأوروبيين لزيادة قوتهم الدفاعية، وأُثيرت نقاشات حول إمكانية أن تقوم كوريا الجنوبية بتطوير ترسانة نووية.
التوترات مع الحلفاء:
أدى أسلوب ترامب في التعامل مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي إلى قلق كبير، حيث اتهم الأخير بإفراط في الاستفادة من الولايات المتحدة. تزايدت المخاوف لدى الدول الأوروبية، حيث عبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قلقه من أن سياسة "أمريكا أولاً" قد تتحول إلى "أمريكا وحدها"، وهو ما وصفه بالفترة التي تسبق وقوع كارثة أوروبية. كما أثار ترامب مخاوف بشأن تصعيد التوترات مع الصين، وقد يستخدم تصريحاته الواسعة كمبرر في حال قررت الصين غزو تايوان.
التوجهات الجغرافية والاقتصادية:
أثار ترامب نقاشات حول إمكانية فرض هيمنة الولايات المتحدة على بعض الأراضي كغرينلاند، وقناة بنما، وحتى قطاع غزة، وهي مواقف أعادت طرح تساؤلات حول دوافعه وراء هذا الخطاب التوسعي، في وقت أظهرت فيه بعض الدول رغبتها في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين لتقليل تبعيتها للولايات المتحدة.
ردود الفعل العالمية: بدأت الحكومات الأخرى في إعادة تشكيل سياساتها بناءً على تحركات ترامب، حيث تدرس دول مثل ألمانيا وفرنسا زيادة الإنفاق على جيوشها وتقوية صناعاتها الدفاعية. وفيما يتعلق بكندا، فإن هناك توجهًا لتعزيز الروابط الاقتصادية مع أوروبا في ضوء العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة. وفي كوريا الجنوبية، شعر المسؤولون بالقلق إزاء تهديدات ترامب بسحب القوات الأمريكية، رغم تعهدهم بالحفاظ على التحالف العسكري.
الاستجابة الصينية:
الصين تبدو في وضع قوي الآن، حيث تسعى لملء الفراغ الذي تتركه سياسات ترامب من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى تشعر بالتهديد من سياسات الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب. الصين تقدم نفسها كبديل استراتيجي، في حين تحاول تجنب الجوانب السلبية لسياستها التجارية على المستوى الدولي.
مستقبل النظام العالمي:
تواجه الولايات المتحدة تحديًا كبيرًا في محاولة إعادة تأسيس دورها كضامن للنظام العالمي، ولكن العواقب الناجمة عن سياسات ترامب قد تكون بعيدة المدى. كما يشير آرون ديفيد ميلر، فإن حجم الضرر الذي لحق بالعلاقات الأمريكية مع حلفائها قد يكون عميقًا لدرجة يصعب إصلاحه، مع استفادة الخصوم من هذه الفجوات.