بين التقييم والتقويم.. فرقٌ لا يُهمل

مقالات

د. عيسى العازمي

4/27/20251 دقيقة قراءة

فلنبدأ من اليوم: نقيّم لنقوّم، لا لننتقد. نراجع لنُحسّن، لا لنسجّل الملاحظات فقط. فبهذا نرتقي في التعليم، ونُصلح في الإدارة، ونكسب ثقة الناس

كثير من الجهات التربوية والإدارية تخلط بين مصطلحين مهمين: التقييم والتقويم. ويظن البعض أن الكلمتين تعنيان الشيء نفسه، بينما الفرق بينهما جوهري ويصنع فرقاً حقيقياً في الميدان. التقييم هو عملية قياس الأداء وإصدار حكم عليه، وقد يكون ذلك من خلال تقارير أو ملاحظات أو نتائج. أما التقويم، فهو الأهم، لأنه يُعنى بتصحيح الأخطاء وتطوير الأداء وتعديل المسار. فالأول يشخّص، والثاني يعالج. وشتّان بين من يكتفي بوصف المشكلة، ومن يسعى لحلّها. في مدارسنا، نرى تقييمات سنوية لأداء المعلمين، لكنها في كثير من الأحيان لا تُترجم إلى خطوات تطويرية. نُقيّم ونُقيّم، ثم نعود إلى نقطة البداية. أين برامج التدريب؟ أين فرص التحسين؟ أين الدعم الحقيقي؟ المعلم لا يحتاج من يراقبه، بل من يسانده. وكذلك في إداراتنا الحكومية، تكثر لجان التقييم وتتنوع النماذج والبيانات، ثم تُرفع التقارير إلى الأدراج. ولا يُفتح ملف التقييم إلا في نهاية السنة، وغالباً لا يترتب عليه تغيير يُذكر. فما فائدة التقييم إن لم يصحبه تقويم؟ وما جدوى النقد إن لم يتبعه تعديل؟ الحق ينقال: نحن بحاجة إلى تغيير هذه الثقافة. لا يكفي أن نقيس الأداء، بل لا بد أن نُطوّره. التقييم مهم، نعم، لكنه بلا تقويم يبقى كلاماً نظرياً لا يغيّر الواقع. فلنبدأ من اليوم: نقيّم لنقوّم، لا لننتقد. نراجع لنُحسّن، لا لنسجّل الملاحظات فقط. فبهذا نرتقي في التعليم، ونُصلح في الإدارة، ونكسب ثقة الناس

أحدث المقالات