بزوغ فجر جديد في العلاقات الكويتية السورية: زيارة رئيس الجمهورية أحمد الشرع تستشرف مرحلة واعدة

زيارة تاريخية مرتقبة! رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع يزور الكويت غداً، في خطوة تستشرف فجر جديد في العلاقات الأخوية وتؤكد على وحدة الصف العربي.

محلياتعربية وعالميةأخر الأخبار

البيداء

5/31/20251 دقيقة قراءة

تستعد دولة الكويت لاستقبال حدث دبلوماسي بارز يعكس الديناميكية المتجددة في المشهد الإقليمي، بزيارة رسمية مرتقبة لسمو رئيس الجمهورية العربية السورية، السيد أحمد الشرع، غداً، في خطوة تاريخية تحمل في طياتها بشائر عهد جديد من التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين.

تأتي هذه الزيارة في ظل تحولات جذرية شهدتها الساحة السورية مؤخراً، حيث تولى السيد أحمد الشرع رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية منذ 29 يناير 2025، في أعقاب سقوط نظام الأسد وتشكيل حكومة جديدة.

تاريخ من الأخوة والتعاون: جذور العلاقات الكويتية السورية

لطالما ارتبطت الكويت وسوريا بعلاقات أخوية وتاريخية عميقة، تجاوزت مجرد الروابط الدبلوماسية لتشمل وشائج اجتماعية وثقافية واقتصادية متينة. بدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين في 24 أكتوبر 1963، وشهدت فترات من التعاون المثمر والتضامن العربي.

وقفت سوريا بثبات إلى جانب الكويت خلال محنة الغزو العراقي عام 1990، وشاركت بفاعلية في قوات التحالف الدولي لتحرير الكويت، مما رسخ مكانة سوريا في قلوب الكويتيين كشقيق دائم السند. هذه الوقفة التاريخية عززت عقوداً من العلاقات الدافئة والتعاون في مختلف المجالات، من الاستثمارات المشتركة إلى التبادل الثقافي والعلمي، وشكلت نقطة مضيئة في سجل العلاقات الثنائية.

ومع اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، شهدت العلاقات بعض التوتر والتحديات، لكن الكويت لم تتخل عن دورها الإنساني والإغاثي تجاه الشعب السوري الشقيق، واستضافت مؤتمرات دولية عدة للتعهد بالدعم المالي لسوريا، مؤكدة على موقفها الثابت الداعم للشعب السوري في محنته.

زيارة ترسم ملامح المستقبل: أهداف سياسية واقتصادية

تكتسب زيارة الرئيس أحمد الشرع المرتقبة إلى الكويت أهمية استثنائية كونها الأولى من نوعها في ظل القيادة السورية الجديدة، وتأتي لتعيد التأكيد على الروابط التاريخية وتعزيزها في سياق المتغيرات الإقليمية. على الصعيد السياسي، تهدف الزيارة إلى:

  1. بناء الثقة وتنسيق المواقف: تمثل الزيارة فرصة لفتح صفحة جديدة من الحوار المباشر بين القيادتين، وتبادل وجهات النظر حول التطورات في المنطقة، وتنسيق المواقف تجاه القضايا العربية والدولية المشتركة، بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها.

  2. تأكيد الدعم الكويتي: ستكون الزيارة مناسبة لتأكيد الدعم الكويتي للمرحلة الانتقالية في سوريا، ومساندة الجهود الرامية إلى إعادة بناء الدولة السورية على أسس من العدالة والاستقرار، بما يحقق تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل.

  3. إعادة تفعيل الدبلوماسية الثنائية: تساهم الزيارة في إعادة تفعيل القنوات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين على أعلى المستويات، بعد فترة من التحديات، مما يمهد الطريق لتعزيز التنسيق والتعاون في المحافل الإقليمية والدولية.

على الصعيد الاقتصادي والتنموي، تحمل الزيارة آمالاً كبيرة في إعادة إحياء التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث يمكن أن تركز المباحثات على:

  1. المساهمة في إعادة الإعمار: تطلعات الكويت للمساهمة في جهود إعادة إعمار سوريا، وتوفير الدعم اللازم للمشاريع الحيوية التي تخدم الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية، بما في ذلك البنية التحتية والقطاعات الخدمية.

  2. فرص الاستثمار والتجارة: بحث فرص الاستثمار المتبادل في القطاعات الواعدة، وتنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين، مما يعود بالنفع على الاقتصادين ويوفر فرص عمل. يمكن أن تشمل المباحثات تسهيل إجراءات التجارة وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في عملية التنمية.

  3. تبادل الخبرات: التعاون في مجالات التنمية البشرية، التعليم، والصحة، والاستفادة من الخبرات الكويتية في إدارة الأزمات والتعافي، بما يدعم جهود سوريا في بناء مؤسساتها وتعزيز قدرات كوادرها.

زيارة وزير الخارجية الكويتي: تمهيد الطريق للتعاون

لم تكن زيارة رئيس الجمهورية السورية وليدة اللحظة، بل سبقتها خطوات دبلوماسية مهمة عكست النوايا الحسنة والرغبة المشتركة في استعادة العلاقات الطبيعية. في خطوة بالغة الأهمية، قام معالي وزير الخارجية الكويتي مؤخراً بزيارة رسمية إلى دمشق. هذه الزيارة، التي تُعد الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ سنوات، كانت بمثابة تمهيد حاسم لاستقبال رئيس الجمهورية.

كسر الجمود وفتح آفاق جديدة

لقد حملت زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى سوريا رسالة واضحة بكسر الجمود السابق، وفتح قنوات الاتصال المباشر. تم خلالها بحث كافة القضايا العالقة، واستشراف سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ووضع الأسس لمرحلة جديدة من التنسيق والعمل المشترك. هذه المبادرة الدبلوماسية الكويتية تؤكد على الدور الرائد لدولة الكويت في لم الشمل العربي، وإيمانها بأن الحوار البناء هو السبيل الأمثل لتجاوز التحديات وبناء مستقبل مستقر للمنطقة.

تأكيد على وحدة الصف العربي ومصالحه العليا

تتجاوز أهمية هذه الزيارة حدود العلاقة الثنائية، لتؤكد على رؤية أوسع وأشمل للكويت تجاه وحدة الصف العربي وتعزيز العمل المشترك. إن استقبال قيادة جديدة في سوريا، يعكس رغبة صادقة في لم الشمل والتغلب على التحديات التي تواجه الأمة العربية. الكويت، بدورها، تسعى من خلال هذه الزيارة إلى إرساء نموذج للتعاون الذي يخدم المصالح العليا للعرب، ويعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بصف واحد ورؤية موحدة، وهو ما يُعد خطوة أساسية نحو استعادة الاستقرار والازدهار في المنطقة.

تطلع نحو مستقبل مشرق

إن هذه الزيارة المرتقبة لا تمثل مجرد لقاء بين قيادتين، بل هي رمز لمرحلة جديدة من التضامن والتعاون العربي، تعكس إرادة سياسية مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية وبناء مستقبل أفضل للمنطقة. إنها فرصة تاريخية لسوريا لتعود إلى عمقها العربي بفاعلية، وللكويت لتؤكد دورها الريادي في دعم الأشقاء وبناء جسور السلام والاستقرار. ستفتح هذه الزيارة، بلا شك، آفاقاً واسعة من التعاون المثمر، وتُسهم في ترسيخ الأمن والرخاء لشعبي البلدين الشقيقين.