الإمارات في سباق الذكاء الاصطناعي: رؤية استراتيجية وطموح عالمي لترسيخ ريادة تقنية باللغة العربية
لا تقتصر جهود الإمارات على تبني التقنيات الأجنبية فحسب، بل تركز بقوة على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، بهدف ترسيخ استقلاليتها الرقمية وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية
عربية وعالميةأخبار الخليج


تُبرز دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها كنموذج رائد في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، مع طموحات تتجاوز الاستخدام التقليدي إلى التطوير والابتكار والتأثير العالمي. وتستند الإمارات في مسيرتها على رؤية استراتيجية شاملة تستهدف بناء بنية تحتية رقمية متطورة واستثمارات ضخمة في البحث العلمي، مما يعكس إدراكها العميق لأهمية التكنولوجيا كأداة سيادية للتقدم والمنافسة.
ولا تقتصر جهود الإمارات على تبني التقنيات الأجنبية فحسب، بل تركز بقوة على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، بهدف ترسيخ استقلاليتها الرقمية وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية. وفي هذا السياق، أعلنت جهات بحثية إماراتية إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة باللغة العربية مثل نموذج "Falcon Arabic"، الذي تم تدريبه على بيانات تشمل اللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية، ويُعتبر من النماذج القوية التي تنافس نظيراتها العالمية.
ويؤكد معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي (TII) أن نموذج "فالكون إتش 1" الصغير الحجم يتفوق على نماذج مماثلة لشركات كبرى مثل "ميتا بلاتفورمز" و"علي بابا"، مما يدل على قدرة الإمارات في سد الفجوة التكنولوجية الخاصة بالذكاء الاصطناعي للغة العربية.
ويشير تقرير "بلومبيرغ" إلى أن الإمارات لا تقتصر على تطوير النماذج فقط، بل تستثمر بشكل كبير في البنية التحتية، حيث تخطط شركة G42 لإنشاء مجمع بيانات بقدرة 5 غيغاواط في أبوظبي، بالتعاون مع شركات أميركية، بينما تعزز MGX تعاونها مع "إنفيديا" وشركات أوروبية لبناء أكبر مجمع مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي في أوروبا، مع دعمها لمطوري الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
وفي تحليل خاص، أكد استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات عاصم جلال أن معظم نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية تفتقر إلى الحساسية الثقافية واللغوية تجاه اللغة العربية، ما يجعل المبادرات الإماراتية في تطوير نماذج محلية مُدربة على بيانات عربية، خطوة ضرورية لتعزيز الوعي والتوافق الثقافي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه الإنجازات ضمن التزام الإمارات المستمر بريادة الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، حيث تم تطوير نماذج متقدمة بعد نموذج "جيس"، مما يعكس رؤيتها الطموحة في بناء مستقبل رقمي متميز يدمج التكنولوجيا والهوية الثقافية.