تحول جذري في مفهوم البحث: من روابط الإنترنت إلى المحادثات الذكية
أعلنت شركة غوغل تفعيل "وضع الذكاء الاصطناعي" في محرك البحث ومتصفح كروم ابتداءً من يوم الثلاثاء، ليُحدث هذا التحديث نقلة في تجربة المستخدم. إذ أصبح بإمكان المستخدمين الآن خوض تجربة شبيهة بمحادثات ChatGPT
تكنولوجيا


في ظل التسارع الهائل في تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تشهد محركات البحث نقلة نوعية غير مسبوقة تُعيد رسم ملامح العلاقة بين الإنسان والمعلومة. لم يعد البحث الإلكتروني مجرد إدخال كلمات مفتاحية في صندوق صغير للحصول على قائمة روابط، بل بات اليوم أقرب إلى حوار مباشر مع مساعد ذكي يفهم السياق، ويستوعب القصد، ويقدّم إجابات دقيقة تشبه تفاعل البشر مع بعضهم البعض.
وفي هذا المشهد المتحول، تخوض شركات التقنية العملاقة، وعلى رأسها غوغل، سباقًا محمومًا لإعادة تعريف دور محرك البحث، ليس فقط كأداة للوصول إلى المعلومات، بل كشريك معرفي يتفاعل مع المستخدم ويقدّم له حلولًا مخصصة وفورية.
فقد أعلنت شركة غوغل تفعيل "وضع الذكاء الاصطناعي" في محرك البحث ومتصفح كروم ابتداءً من يوم الثلاثاء، ليُحدث هذا التحديث نقلة في تجربة المستخدم. إذ أصبح بإمكان المستخدمين الآن خوض تجربة شبيهة بمحادثات ChatGPT، حيث تُعرض الإجابات بشكل حواري مدعوم بتحليل سياقي، بدلًا من قائمة الروابط التقليدية التي كانت تُقدّم سابقًا.
هذا التطور لا يمثل مجرد تحسين على واجهة الاستخدام، بل يعكس إعادة تصور شاملة لعالم البحث الرقمي. إذ تسعى الشركات التقنية إلى تصميم أنظمة قادرة على تقديم معرفة مركّبة وسياقية، تتفاعل مع تساؤلات المستخدمين كما يفعل البشر، وتستفيد من قواعد بيانات ضخمة وقدرات خوارزمية فائقة لتقديم أفضل إجابة ممكنة.
وما بين قوة البيانات، ودقة الفهم اللغوي، وسرعة الاستجابة، تكمن معالم المنافسة الجديدة بين عمالقة التكنولوجيا: من سينجح في تقديم محرك بحث أكثر ذكاءً، وأكثر قربًا إلى تفكير البشر؟
الإجابة على هذا السؤال قد تعيد تشكيل الإنترنت كما نعرفه، وتنقلنا من عصر الروابط إلى عصر الحوار المعرفي الفوري.