فوز نيكوسور دان برئاسة رومانيا في انتخابات حاسمة شهدت مواجهة بين أوروبا وروسيا

يأتي هذا الفوز بعد خمسة أشهر فقط من إلغاء الانتخابات السابقة نتيجة شبهات قوية بتدخلات روسية أثارت قلقاً داخلياً ودولياً

عربية وعالمية

البيداء

5/19/20251 دقيقة قراءة

أعلنت النتائج شبه النهائية للانتخابات الرئاسية في رومانيا فوز مرشح تيار الوسط نيكوسور دان بمنصب رئيس الجمهورية، بعد حصوله على نحو 54% من الأصوات عقب فرز أكثر من 90% من بطاقات الاقتراع، متفوقًا على منافسه القومي اليميني جورج سيميون، الذي حصل على 46%.

ويأتي هذا الفوز بعد خمسة أشهر فقط من إلغاء الانتخابات السابقة نتيجة شبهات قوية بتدخلات روسية أثارت قلقاً داخلياً ودولياً. ورغم أن سيميون كان متقدماً في الجولة الأولى بحصوله على نحو 41% من الأصوات – ضعف ما ناله دان حينها – إلا أن الجولة الثانية شهدت تحركًا شعبيًا واسعًا لقلب الموازين، خصوصًا في ظل مخاوف من تصاعد نفوذ اليمين المتشدد المشكك في الاتحاد الأوروبي.

وقد أقر سيميون بالهزيمة وهنأ دان على فوزه، في خطوة أنهت الجدل بعد رفضه المبدئي للنتائج، وذلك في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 65%، مقارنة بـ53% في الدورة الأولى، ما يعكس تعبئة جماهيرية واسعة لإنقاذ مسار رومانيا الديمقراطي.

وتكتسب هذه الانتخابات أهمية استراتيجية كبيرة، في ظل موقع رومانيا المجاور لأوكرانيا، وعضويتها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ عام 2022.

وراقبت العواصم الغربية هذه الانتخابات عن كثب، إذ عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تنامي نفوذ اليمين المتطرف، بينما دعت واشنطن إلى احترام إرادة الشعب، بعد أن انتقدت إلغاء اقتراع نوفمبر الماضي الذي فاز فيه اليميني المتطرف كالين جورجيسكو في الدورة الأولى، وسط اتهامات له بالولاء للكرملين.

كما أثار مؤسس تطبيق "تليغرام" بافيل دوروف الجدل بتلميحه إلى تدخل فرنسي في الانتخابات، عبر طلبات حذف رسائل "محافظة"، وهو ما نفته الحكومة الفرنسية بشدة، فيما نفت الحكومة الرومانية صحة مزاعم يتم تداولها على منصات التواصل، واتهمت جهات خارجية، خاصة روسيا، بمحاولة التأثير مجدداً على المسار الانتخابي.

ورغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها رومانيا – إحدى أفقر دول الاتحاد الأوروبي – فإن فوز نيكوسور دان يُعد رسالة واضحة من الناخبين الرومانيين في دعمهم لنهج الإصلاح والانفتاح الأوروبي، في مواجهة محاولات تغذية الشعبوية والتشكيك بالعلاقات الدولية للبلاد.