بريطانيا وأوروبا تفتحان صفحة جديدة: اتفاق لتسهيل التجارة والدفاع بعد «بريكست»

في تطور لافت بعد سنوات من خروجها من الاتحاد الأوروبي، توصلت بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى تفاهم جديد يشمل تعزيز التعاون في المجالات التجارية والدفاعية، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تصحيح لمسار العلاقات المتوترة منذ استفتاء «بريكست» قبل نحو تسع سنوات.

الاتفاق الجديد سيمكن بريطانيا، التي لا تزال تمتلك وزناً دفاعياً مهماً، من المشاركة في مشروعات دفاعية ومشتريات مشتركة أوروبية، كما يشمل تسهيلات ملموسة للبريطانيين، أبرزها تيسير الوصول إلى المواد الغذائية، تيسير تنقل السائحين، وتوقيع اتفاقية صيد جديدة.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تحولات جيوسياسية فرضتها السياسات الجمركية الأميركية خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى مطالبات متزايدة بدفع أوروبا إلى تحمل مسؤوليات أمنها، ما دفع لندن وبروكسل لتجاوز الخلافات وتعزيز التعاون، خاصة مع تقارب بين زعيم حزب العمال كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من القادة الأوروبيين.

ويعوّل ستارمر، المعروف بموقفه المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، على أن تقديم مزايا ملموسة للبريطانيين — مثل استخدام بوابات إلكترونية أسرع في مطارات الاتحاد — سيتفوق على الانتقادات التي أطلقها مؤيدو الخروج مثل نايجل فاراج.

وبحسب بيان حكومي، فإن الاتفاق الجديد مع أكبر شريك تجاري لبريطانيا من شأنه تقليل الإجراءات البيروقراطية عن منتجي الأغذية والمزارعين، ما سيؤدي إلى خفض أسعار المواد الغذائية، وتعزيز أمن الطاقة، وضخ ما يقرب من 9 مليارات جنيه إسترليني (12.1 مليار دولار) في الاقتصاد البريطاني بحلول 2040.

وتعد هذه ثالث صفقة تجارية لبريطانيا خلال شهر، بعد اتفاقين مع الهند والولايات المتحدة، وقد لا تؤدي إلى مكاسب اقتصادية فورية، لكنها تفتح الباب أمام ثقة أكبر في السوق البريطانية وجذب مزيد من الاستثمارات.

وقال ستارمر في تصريح رسمي:
"لقد حان وقت المضي قدماً، والتخلي عن المناقشات القديمة والمعارك السياسية، والعمل على حلول واقعية تعود بالنفع الحقيقي على المواطنين."