هدوء حذر بين الهند وباكستان بعد أعنف تصعيد عسكري منذ عقود.. وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية

بعد 4 أيام من أعنف مواجهات جوية وصاروخية بين الهند وباكستان، اتفاق مفاجئ على وقف إطلاق النار!

عربية وعالميةأخر الأخبار

البيداء

5/12/20251 دقيقة قراءة

شهدت منطقة جنوب آسيا واحدة من أخطر موجات التصعيد العسكري بين الهند وباكستان منذ عقود، حيث تبادلت الدولتان النوويتان الضربات الجوية باستخدام الطائرات المقاتلة، والصواريخ، والطائرات المسيّرة المفخخة، خلال أربعة أيام من التوتر الشديد. لكن الصراع تراجع بشكل مفاجئ بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تحرّك دبلوماسي عاجل شمل الولايات المتحدة، الصين، والسعودية.

ووفقًا لرواية الجيش الهندي، فقد بدأ التحول ظهر السبت حينما تلقى رئيس العمليات العسكرية الهندي، الفريق راجيف غاي، رسالة عاجلة عبر "الخط الساخن" من نظيره الباكستاني، لطلب التواصل المباشر. وأوضح غاي أن المسؤولين الهنود كانوا في خضمّ اجتماع لتقييم الهجمات الباكستانية، حينما جاء هذا التواصل المباشر، ما مهّد الطريق لاتفاق وقف إطلاق نار خلال اتصال هاتفي جرى عند الساعة 3:35 عصرًا بالتوقيت المحلي.

🧭 الدور الأمريكي "الحاسم"

بينما قالت باكستان إن محادثات التهدئة كانت قيد الإعداد منذ أيام، أكدت أن واشنطن لعبت دورًا محوريًا في الوصول إلى الاتفاق، حيث أجرت اتصالات مكثفة عبر وسطاء لم تفصح عنهم. وكشف مسؤول باكستاني لشبكة CNN أن الولايات المتحدة هي من قامت بالاتصالات الأهم يوم السبت، ما قاد إلى الاتفاق.

وفي تغريدة له على منصة "تروث سوشال"، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى "وقف فوري وشامل لإطلاق النار"، وهنأ قادة الدولتين على ما وصفه بـ"استخدام العقل والحكمة". وقد رحّبت باكستان بالدور الأمريكي، بينما قللت الهند من أهميته، مؤكدة أن التهدئة تمّت "بشكل مباشر" بين الجانبين.

🔥 خلفيات التصعيد

أفاد الجيش الهندي أنه أرسل طلبًا إلى باكستان يوم الأربعاء عقب ضرباته الجوية الأولية لتوضيح أسباب الاستهداف، إلا أن الرد الباكستاني كان متوعدًا بـ"رد قاسٍ". وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اللواء أحمد شريف تشودري، إن الهند طلبت وقفًا لإطلاق النار بعد يومي 8 و9 مايو، لكن باكستان فضّلت الرد أولًا قبل العودة إلى الوساطات.

وبحسب مسؤولين باكستانيين، فقد كانت هناك نوايا لإعطاء فرصة للدبلوماسية، لكنهم فوجئوا بهجوم هندي مكثف استهدف عدة قواعد جوية باكستانية صباح السبت، ما دفعهم للرد بقوة مضاعفة. وقد وصف الجيش الباكستاني ضرباته الجوية بأنها "رد العين بالعين"، مستهدفًا القواعد التي انطلقت منها الهجمات الهندية.

🌐 دبلوماسية عاجلة في الكواليس

تحركت الولايات المتحدة بسرعة عبر وزير خارجيتها ماركو روبيو ونائبه جاي دي فانس، اللذان أجريا اتصالات مكثفة مع القيادات السياسية والعسكرية في البلدين. ووفق مصادر في وزارة الخارجية الهندية، فقد مارس فانس ضغوطًا على رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتوفير "مخرج سياسي" لتفادي التصعيد، دون أن يعطي مودي التزامًا فوريًا.

من جهته، دخل وزير الخارجية الصيني وانغ يي على الخط، حيث أجرى اتصالات منفصلة مع كبار المسؤولين في البلدين، مؤكدًا دعم بكين للتوصل إلى هدنة شاملة.

وأعلن ترامب عن وقف إطلاق النار عند الساعة 8 صباحًا بتوقيت واشنطن، أي نحو الساعة الخامسة مساءً بتوقيت شبه القارة الهندية، في إعلان رسمي سبقه تنسيق دقيق بين الأطراف المعنية.

⚖️ روايتان متناقضتان

في حين تحتفي باكستان بالدور الأمريكي كوسيط رئيسي، تصرّ الهند على أن الاتفاق تمّ دون تدخل دولي مباشر. ويشير محللون إلى أن الهند، كقوة إقليمية صاعدة، ترفض عادة التدخلات الخارجية، بينما تميل باكستان إلى الترحيب بها نظرًا لاعتمادها على المساعدات الدولية.

وبالرغم من استمرار بعض الاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة، فإن الاتفاق يبدو صامدًا حتى الآن، ما يمنح البلدين متنفسًا دبلوماسيًا في ظل ضغوط داخلية واقتصادية متزايدة.

المصدر: CNN