زيارة لبنانية رفيعة المستوى... الرئيس عون يشيد بعمق العلاقات مع الكويت ويدعو لاستثمارات لا هبات

استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أخاه فخامة الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، والوفد الرسمي المرافق له، عصر أمس، لدى وصوله إلى الكويت في زيارة رسمية تلبية لدعوة كريمة من سموه، في محطة تؤكد عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين.

وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس اللبناني سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة، إلى جانب بعثة الشرف من الديوان الأميري برئاسة المستشار محمد عبدالله أبوالحسن.

وفي تصريحات أدلى بها فور وصوله، أعرب الرئيس عون عن تقديره الكبير لدولة الكويت، مؤكداً أن العلاقات الثنائية متجذرة ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق. وأكد أن زيارته تهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، وفتح آفاق استثمارية جديدة، قائلاً: "لبنان لا يحتاج إلى هبات، بل إلى استثمارات، والكويت قادرة على المساهمة في مشاريع حيوية تشمل الطاقة والمرافئ والكهرباء".

وأضاف أن هذه الزيارة تمثل فرصة لتفعيل الاتفاقيات المشتركة، وتعزيز العمل الدبلوماسي، مؤكداً أن اللبنانيين ينتظرون عودة الأشقاء الكويتيين إلى ربوع لبنان، لا سيما في موسم الصيف.

وفي حديث تلفزيوني عشية الزيارة، شدد عون على أن الكويت "محطة أساسية" للبنان، مشيداً بدورها المحوري في دعم الاستقرار اللبناني، ومساهمتها في إعادة الإعمار خلال محطات تاريخية صعبة، أبرزها في عامي 1973 و2006، ومبادرتها في 2022 لترميم العلاقات اللبنانية – الخليجية.

وأشار الرئيس عون إلى أن لبنان "عاد إلى عمقه العربي، ويريد من العرب أن يعودوا إليه"، مجدداً دعمه للمبادرة العربية للسلام، وتمسكه بحصر السلاح بيد الدولة والحوار كسبيل لحل النزاعات.

من جهته، أكد القائم بأعمال سفارة الكويت في بيروت المستشار ياسين الماجد أن الزيارة تمثل محطة مفصلية في العلاقات الثنائية، وتأتي في توقيت مهم بعد انتخاب رئيس جديد للبنان، مؤكداً استمرار الكويت في دعم استقراره السياسي والاقتصادي.

أما القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية بالكويت أحمد عرفة، فاعتبر أن هذه الزيارة الأولى للرئيس عون إلى البلاد تعكس مستوى العلاقة بين الشعبين، مشيداً بمواقف الكويت "المشرفة" في دعم لبنان على المستويات كافة، خاصة خلال الاعتداءات الإسرائيلية، وتسيير الجسر الجوي الإغاثي العاجل.

واختتم عون تصريحه برسالة محبة قائلاً: "لبنان بلدكم الثاني... تفضلوا نوّروه بوجودكم وأهلاً وسهلاً بكم".