أديداس تتألق في المبيعات.. لكنها تتعثر عند حاجز الرسوم الجمركية الأميركية
رغم قفزة المبيعات عالميًا، أديداس تحجم عن رفع التوقعات بسبب تصاعد الرسوم الجمركية الأميركية! الشركة تُعيد توجيه منتجاتها وتحذر من ضبابية السوق
إقتصادية


رغم قفزة المبيعات عالميًا، أديداس تحجم عن رفع التوقعات بسبب تصاعد الرسوم الجمركية الأميركية!
الشركة تُعيد توجيه منتجاتها وتحذر من ضبابية السوق
رغم بداية قوية للعام 2025 على مستوى المبيعات والأرباح، أبدت شركة «أديداس» الألمانية حذرًا كبيرًا في تعديل توقعاتها المالية لبقية العام، بسبب التوترات التجارية المتزايدة، وعلى رأسها الرسوم الجمركية الأميركية الأخيرة، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل الجاري.
الرئيس التنفيذي للشركة، بيورن غولدن، صرح بأن الظروف الحالية لا تسمح بـ"رفع التوقعات"، رغم أن نتائج الأداء "كانت لتستحق ذلك في عالم طبيعي"، على حد تعبيره. وأضاف أن الضبابية الناتجة عن المفاوضات التجارية بين واشنطن والدول المُصدّرة تجعل من الصعب اتخاذ قرارات استراتيجية طويلة المدى، خاصة في ما يتعلق بأسعار المنتجات والتوسع داخل السوق الأميركية.
وفي محاولة استباقية للحد من التأثير السلبي للرسوم، قامت أديداس بتسريع عمليات الشحن إلى الولايات المتحدة قبل بدء تطبيق التعريفات، كما أعادت توجيه منتجاتها المُصنّعة في الصين إلى أسواق أخرى. لكن ورغم هذه الإجراءات، ما زالت الشركة معرضة جزئياً لتداعيات تصعيد محتمل، لا سيما مع اعتمادها الكبير على مصانع في الصين، فيتنام، وإندونيسيا، التي تُنتج الجزء الأكبر من أحذيتها وملابسها.
الرسوم الأميركية الأخيرة، التي فرضت زيادة بنسبة 10% على الواردات، من المتوقع أن تنعكس على أسعار منتجات أديداس في السوق الأميركية، مما قد يؤثر في الطلب مستقبلاً، رغم عدم وجود تقدير دقيق لحجم هذا التأثير حتى الآن.
من الناحية التشغيلية، جاء أداء أديداس في الربع الأول من 2025 قويًا، إذ ارتفعت المبيعات بنسبة 14% في أوروبا، و13% في الصين، مقابل 3% فقط في أميركا الشمالية، التي تأثرت سلبًا بتوقف بيع خط أحذية "ييزي". وتوقعت الشركة أن تتراوح أرباح التشغيل السنوية بين 1.7 و1.8 مليار يورو، أي ما يعادل حوالي 2 مليار دولار، مع نمو متوقع في المبيعات بنسبة تتراوح بين 5 و9% على أساس العملة الثابتة.
وتعمل أديداس حاليًا على تعويض خسائرها في السوق الأميركية عبر تعزيز نموها العالمي، واستعادة حصصها السوقية، وخصوصاً في السوق الصينية، حيث تحقق تقدمًا ملحوظًا على حساب المنافسين.
وقد دعّم هذا الأداء فوز العدائين الذين ترعاهم أديداس في سباقي الرجال والنساء بماراثون لندن، وهو ما انعكس إيجابًا على صورة الشركة في قطاع الأحذية الرياضية، رغم أن السوق لم يتفاعل بشكل كبير، واكتفت أسهم الشركة بارتفاع طفيف نسبته 0.5% في تداولات الصباح.
ورغم المؤشرات الإيجابية، تبقى أديداس في وضع حذر، إذ يفرض التصعيد الجمركي تحديًا استراتيجيًا على نموذج أعمالها العالمي، ويختبر قدرتها على التكيف وسط بيئة تجارية غير مستقرة.