كيف قلب ترامب الاقتصاد الأمريكي في 100 يوم؟ من الوعود إلى الركود المحتمل!
ترامب يقلب الاقتصاد في 100 يوم! رسومه الجمركية تزيد الأسعار وتُربك الأسواق العالمية، وتوقعات الركود تتصاعد
عربية وعالميةأخر الأخبار


في الذكرى المئوية الأولى لولايته الثانية، يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه في قلب جدل اقتصادي واسع، وسط مؤشرات متزايدة على تأثيرات سلبية جذرية لسياساته الاقتصادية، لاسيما الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها على واردات رئيسية من مختلف دول العالم، بما في ذلك الحلفاء.
ورغم أن الرؤساء لا يتحكمون بشكل مباشر في الاقتصاد – كما يردد كثير من الخبراء والمراقبين – إلا أن تجربة ترامب توضح أن القرارات الرئاسية يمكن أن تُلحق أضرارًا فادحة عند غياب التقدير المدروس للعواقب.
وعلى مدار 100 يوم فقط، أطلق ترامب أجندة اقتصادية عدوانية تمثلت في فرض رسوم جمركية ضخمة وصلت إلى 145% على الواردات الصينية، ما أدى إلى تقليص حجم الشحنات الواردة من الصين بنسبة 60%، بحسب بيانات قطاع الخدمات اللوجستية. هذه الخطوة لم تُسهم في خفض الأسعار كما وعد خلال حملته، بل ساهمت في رفع تكاليف المعيشة بحسب 60% من المستطلعين في استطلاع أجرته شبكة CNN.
وبينما لا يزال معدل البطالة منخفضًا، ويُسجل التضخم تراجعًا عن ذروته خلال جائحة كوفيد-19، فإن المخاوف من دخول البلاد في ركود اقتصادي خلال العام المقبل تتزايد، إذ أظهر استطلاع جديد أن 70% من الأمريكيين يتوقعون حدوث ركود وشيك، وهو انعكاس مباشر لحالة عدم اليقين الاقتصادي التي تسببت فيها الرسوم الجمركية، وضعف ثقة المستثمرين، وتذبذب ثقة المستهلك.
وقد أسفرت هذه السياسات عن موجة سحب غير مسبوقة للاستثمارات الأجنبية من الأصول الأمريكية، ما أدى إلى محو تريليونات من القيمة السوقية، وسط ما وُصف بحالة "بيع لأمريكا" خوفًا من تدهور الاستقرار المالي.
وتبرز الإشكالية في أن سياسات ترامب لا تقدم حلولًا مباشرة لمشكلة غلاء المعيشة، وهي الشكوى الرئيسية التي دفعت الكثيرين لإعادة انتخابه، مما وضع إدارته في موضع مساءلة شعبية واقتصادية متزايدة.
وتتعمق الأزمة مع تراجع شركات كبرى عن توقعاتها للأرباح، وتقليص شركات الطيران لعدد رحلاتها قبل موسم السفر الصيفي، بسبب تراجع الطلب، ما يكرّس مؤشرات التباطؤ الاقتصادي.
وفيما لا يرى الكثيرون في خطاب ترامب عن "نهضة صناعية أمريكية" سوى وعود انتخابية لا تملك مقومات التنفيذ الواقعي، فقد صدقت مقولته الوحيدة في "يوم التحرير" حين قال: "ستكون هذه دولة مختلفة تمامًا في فترة قصيرة، وسيكون ما يحدث حديث العالم كله."، وهو ما تحقق، وإن كان بطريقة لم يكن يتخيلها كثيرون: اقتصاد مهدد بالركود في 100 يوم.