اكتشافات الغاز البحرية في الكويت: ثروة عميقة تتطلب استثمارات استراتيجية لخفض فاتورة الاستيراد الباهظة

أعلنت شركة نفط الكويت عن تحقيق إنجاز استكشافي جديد باكتشاف حقل جِزّة البحري للغاز الطبيعي، الذي سجل أعلى معدل إنتاج لبئر عمودية من طبقة المناقيش في تاريخ البلاد

إقتصادية

البيداء

10/22/20251 دقيقة قراءة

أعلنت شركة نفط الكويت عن تحقيق إنجاز استكشافي جديد باكتشاف حقل جِزّة البحري للغاز الطبيعي، الذي سجل أعلى معدل إنتاج لبئر عمودية من طبقة المناقيش في تاريخ البلاد. ويأتي هذا الاكتشاف استكمالًا لسلسلة نجاحات سابقة شملت حقلي النوخذة والجليعة.

وأظهرت نتائج اختبارات البئر (جِزّة-1) إنتاجًا يوميًا استثنائيًا تجاوز 29 مليون قدم مكعبة من الغاز، وأكثر من 5000 برميل من المكثفات. ويتميز المكمن بانخفاض ثاني أكسيد الكربون وخلوه من غاز كبريتيد الهيدروجين، مما يجعله نادرًا بيئيًا وتقنيًا. تُقدر المساحة الأولية للحقل بنحو 40 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي على نحو 1 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وما يعادل 350 مليون برميل نفط مكافئ.

تحديات الاكتشافات البحرية العميقة

أكد الخبراء المختصون أن هذه الاكتشافات تمثل نقلة نوعية في المشهد الطاقي الكويتي، ولكنها تتطلب استراتيجيات واضحة.

أوضح الخبير النفطي د. عبدالسميع بهبهاني أن الاكتشافات الغازية الأخيرة تتميز بأنها بحرية وعميقة وتقع ضمن مكامن عالية الضغط والحرارة (HPHT)، مما يستدعي مستوى عالياً من الكفاءة التشغيلية. وأضاف بهبهاني أن الغاز المكتشف سهل الإنتاج ويطيل عمر الثروة الوطنية ويخفف الضغط عن حقول النفط الحالية.

وأشار الخبراء إلى أن الكويت تستورد حاليًا قرابة 3 مليارات قدم مكعبة يوميًا بكلفة باهظة وعقود طويلة الأجل، حيث يبلغ الإنتاج المحلي نحو 1.2 مليار قدم مكعبة مقابل استهلاك يتجاوز 4.5 مليارات قدم. لذا، فالأولوية حاليًا هي توجيه الإنتاج الجديد لتقليص فجوة الاستيراد وتعزيز أمن الطاقة الوطني.

متطلبات التطوير والجدوى الاقتصادية

شدد د. بهبهاني على أن تطوير حقل جِزّة للاستفادة منه محليًا يتطلب برنامجًا مرحليًا يمتد بين 5 إلى 8 سنوات، يشمل حفر 6 إلى 8 آبار تطويرية، وإقامة مركز تجميع ومعالجة على هيئة جزيرة صناعية بحرية، وإنشاء شبكة أنابيب نحو محطات الكهرباء ومصافي التكرير.

من جانبه، ذكر الخبير النفطي د. خالد بودي أن الاكتشافات الجديدة تدعم توجه الكويت للحد من الاستيراد، مشيرًا إلى عدم وجود معوقات رئيسية للاستفادة منها عدا بعض الجوانب الفنية. واتفق بودي مع الرأي القائل بأن تأسيس كيان مستقل لإدارة الغاز غير ضروري في المرحلة الحالية، ويمكن أن يتم الإشراف عليها ضمن شركة نفط الكويت.

أما المحلل النفطي كامل الحرمي، فأكد أن الاكتشافات الأخيرة "مهمة جداً"، خصوصًا أن الكويت تفتقر إلى حقول حرة ومستقلة لإنتاج الغاز. وشدد على ضرورة تحويل الاهتمام لاحقًا إلى صناعة البتروكيماويات، لأن العائد منها أفضل بكثير من استعمال الغاز في حرق محطات توليد الكهرباء. وأكد الحرمي على ضرورة الاستعانة بالشركات العالمية المتخصصة لعدم امتلاك الخبرة الكافية في التعامل مع الغاز الحر.