التربية بين القص ولزق
وزير التربية فكر وحضر واستشار وخرج في قص ولزق الإجازات بصورة مضحكة للأسف وكأنه يقول أنا موجود فقط وقرارات لا تغني ولا تشبع من جوع.
مقالات


وزير التربية فكر وحضر واستشار وخرج في قص ولزق الإجازات بصورة مضحكة للأسف وكأنه يقول أنا موجود فقط وقرارات لا تغني ولا تشبع من جوع.
في عالم تتسارع فيه وتيرة التقدم العلمي والتكنولوجي، تتطلب الأنظمة التعليمية تخطيطاً استراتيجياً وتنفيذياً محكماً لتحقيق أهدافها. ومع ذلك، يبدو أن وزير التربية قد اتبع نهجًا غير تقليدي في معالجة مسألة الإجازات المدرسية، حيث جاءت قراراته أشبه بعملية "قص ولزق" تُفتقد فيها الرؤية الشاملة والتخطيط المدروس، مما أدى إلى حالة من السخرية والانتقاد الواسع.
من المفترض أن تكون قرارات الإجازات المدرسية جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين جودة التعليم ورفع مستوى الأداء الأكاديمي للطلاب. لكن عندما تتخذ هذه القرارات بصورة عشوائية ودون استناد إلى دراسات علمية أو استشارات موسعة، فإنها تفقد جدواها وتصبح مجرد إجراءات شكلية لا تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة.
تتجلى المشكلة في أن الوزير يبدو وكأنه يسعى إلى إثبات وجوده من خلال اتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة، مما يعكس غياب رؤية استراتيجية واضحة. هذا النهج يُظهر نقصًا في التخطيط والتنظيم، ويثير تساؤلات حول مدى جدية الوزارة في التعامل مع قضايا التعليم الحيوية. فبدلاً من أن تكون الإجازات وسيلة لتعزيز الراحة النفسية والاجتماعية للطلاب والمعلمين، أصبحت مصدرًا للتشويش والارتباك.
من الجدير بالذكر أن التخطيط السليم للإجازات المدرسية يتطلب النظر في عدة عوامل، منها: توزيع الفصول الدراسية بشكل متوازن، مراعاة الأعياد والمناسبات الوطنية، وضمان عدم تأثر العملية التعليمية سلباً. كما ينبغي أن يتم الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في تحقيق توازن بين فترات الدراسة والإجازات، مما يسهم في تحسين أداء الطلاب والمعلمين على حد سواء.
على الرغم من أن الوزير قد استشار بعض الأطراف قبل اتخاذ قراراته، إلا أن هذه الاستشارات لم تكن كافية لتقديم حلول فعالة. فقد افتقدت إلى الشمولية والتنوع المطلوبين لضمان تحقيق الأهداف التعليمية. الاستشارة الفعالة تتطلب مشاركة جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الطلاب، والمعلمين، وأولياء الأمور، والباحثين في مجال التعليم. هذه المشاركة تضمن أن تكون القرارات متوازنة وتعكس احتياجات الجميع.
في الختام، يمكن القول إن عملية "قص ولزق" الإجازات التي اعتمدها الوزير تعكس نقصاً في الرؤية الاستراتيجية والتخطيط المدروس. هذه القرارات لا تسهم في تحسين جودة التعليم ولا تحقق الأهداف المرجوة، بل تسهم في زيادة الارتباك والتشويش. على الوزير أن يعيد النظر في نهجه، ويعمل على تبني استراتيجية شاملة ومتكاملة تستند إلى دراسات علمية واستشارات موسعة، بهدف تحسين النظام التعليمي وضمان تحقيق أفضل النتائج للطلاب والمعلمين على حد سواء.
حفظ الله مستقبل التعليم في وجود وزير للاسف لايعرف الا القص ولزق لكون موجود كفارس الظل اذا غاب لايفرق واذا حضر دمر.