"الوحدة تصنع النصر"... من شرم الشيخ نبراسٌ جديدٌ للأمة

بقلوبٍ يغمرها الفرح والاعتزاز، تزفّ "البيداء" أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى الأمة العربية والإسلامية جمعاء،

مقالات

محمد مطلق الصواغ رئيس تحرير جريدة البيداء نيوز

10/15/20251 دقيقة قراءة

بقلوبٍ يغمرها الفرح والاعتزاز، تزفّ "البيداء" أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى الأمة العربية والإسلامية جمعاء، بمناسبة وقف حرب الإبادة الجماعية التي كان يقوم بها الاحتلال الغاشم في قطاع غزة الصامد. هذا النصر، وإن كان خطوة أولى، فهو تتويج لصبر أسطوري وصمودٍ لا يلين لشعبنا في غزة، وإنجاز دبلوماسي تاريخي يُحسب لقادتنا.

إنّ مخرجات قمة السلام التي احتضنتها مدينة شرم الشيخ المصرية، مدينة السلام والتاريخ، لم تكن مجرد بيانات دبلوماسية عابرة، بل كانت نبراساً جديداً يضيء طريق الأمل نحو الاستقرار والعدالة. لقد أظهر القادة العرب والمسلمون، في هذا المحفل الهام، إرادةً جماعية صلبة وعزيمة لا تلين على إنهاء العدوان وحماية شعبنا الفلسطيني.

لقد برهنت القمة، بنتائجها التي أفضت إلى وقف آلة القتل والدمار، أنَّ لصوت العرب والمسلمين وزناً وقوةً عندما يتحد. إنّ الانصياع الدولي، وخاصة من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، لطلبات الدول العربية والإسلامية بوقف هذه الحرب اللاإنسانية، هو دليلٌ قاطع على أنَّ الوحدة العربية هي مفتاح التأثير الحقيقي على الساحة الدولية. لم يكن هذا ليتحقق لولا التكاتف والتنسيق العالي بين القادة، الذين وضعوا مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.

إنّ ما رأيناه في شرم الشيخ يؤكد حقيقة تاريخية لا تقبل الجدال: الوحدة بين العرب، شعوباً وحكاماً، هي القوة الحقيقية التي تصنع المجد وتفرض الاحترام. عندما تلتقي الكلمة وتتوحد الرؤى، يصبح للعرب ثقلهم الذي لا يمكن تجاهله، وتتحول المطالب إلى قرارات نافذة.

لقد طوينا صفحة أليمة بفضل الدماء الزكية التي روت أرض غزة، وبفضل الحكمة والقيادة التي تحلت بها قممُنا. الآن، ندخل مرحلة جديدة تتطلب منا جميعاً، حكومات وشعوباً، التزاماً أكبر لدعم جهود إعادة الإعمار، وضمان استمرار تدفق المساعدات، والمضي قدماً نحو تحقيق الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية.

هنيئاً للأمة بهذا الانتصار، والمجد للشهداء الأبرار، وتحية إجلال وتقدير للقادة الذين جسّدوا تطلعات شعوبهم في وحدة الموقف وقوة القرار.

لنجعل من هذا الإنجاز نقطة انطلاق لاستعادة مجدنا وتأكيد سيادتنا. فما ضاع حقٌ وراءه مطالب، وما خذل الله قوماً توحدوا.

تحيا الأمة العربية والإسلامية حرةً موحدةً منتصرةً.