الأمطار الموسمية تعيد الحياة "الخضراء" إلى الأرض القاحلة: استثمار المياه يعزز البيئة ويواجه التصحر

في تحول لافت يعكس قوة الطبيعة وحسن استثمار الموارد، نجحت تجمعات السيول التي خلفتها الأمطار الموسمية في الكويت في تحويل مساحات قاحلة إلى واحات خضراء مورقة.

محليات

البيداء

10/4/20251 دقيقة قراءة

في تحول لافت يعكس قوة الطبيعة وحسن استثمار الموارد، نجحت تجمعات السيول التي خلفتها الأمطار الموسمية في الكويت في تحويل مساحات قاحلة إلى واحات خضراء مورقة. هذا التغير الملحوظ في الغطاء النباتي يؤكد على الأثر الإيجابي لتجميع مياه الأمطار والسيول واستثمارها كأداة فاعلة في تعزيز الحياة البيئية وتغذية التربة.

ففي مشاهد حية، مثل تلك التي لوحظت على الطريق المؤدية إلى سوق "الفرضة" في الصليبية باتجاه كبد، تجمعت السيول لتمنح المنطقة جمالاً استثنائياً بأعشابها المتنوعة ومساحاتها الخضراء التي تقاوم الجفاف المحيط. هذا التجسيد الحي لقدرة مياه الأمطار على إحياء البيئة يأتي في وقت تسعى فيه الدول لإيجاد حلول مستدامة لمواجهة التصحر وشح المياه.

جهود بيئية لحصاد المياه ومكافحة التصحر

لم يعد الأمر مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل أصبح استثماراً واعياً للموارد. فقد لوحظ مؤخراً بناء سدود ترابية وأحواض لاحتجاز مياه الأمطار والسيول، مما يضمن تسربها إلى التربة ودعم نمو الأشجار الصحراوية وتحويل الأراضي الجرداء إلى مناطق نباتية كثيفة.

وفي هذا الصدد، أكدت المدير العام للهيئة العامة للبيئة بالتكليف، نوف بهبهاني، حرص الهيئة على حماية المسطحات الخضراء من خلال تنفيذ مشروعات لـ تسييج هذه المواقع في مختلف المناطق.

  • هدف التسييج: يهدف التسييج إلى الحفاظ على الغطاء النباتي ومنع الرعي الجائر، وضمان استمرار تغذية المخزون الجوفي بمياه الأمطار لدعم استدامة الحياة النباتية والحد من ظاهرة التصحر.

  • التنسيق والشراكة: أوضحت بهبهاني أن الهيئة تعمل على وضع خطط عملية لـ الاستفادة المثلى من مياه الأمطار بدلاً من هدرها، وذلك بالتنسيق مع جهات معنية كوزارة الأشغال العامة والبلدية، بما يتماشى مع أهداف رؤية "كويت جديدة 2035".

"حصاد الأمطار" حل استراتيجي للأمن المائي

من جهتها، شددت الأمينة العامة للجمعية الكويتية لحماية البيئة، جنان بهزاد، على أن "حصاد مياه الأمطار" يمثل أحد الحلول الاستراتيجية لمواجهة تحديات ندرة المياه في البيئات الجافة.

  • تعزيز الأمن المائي: يلعب حصاد الأمطار دوراً مهماً في تخزين المياه والاستفادة منها في دعم الأنشطة الزراعية والبيئية بدلاً من فقدانها عبر الجريان السطحي.

  • التكيف المناخي: أكدت بهزاد على ضرورة تنظيم تدفق مياه السيول وتحويلها إلى خزانات أو أحواض طبيعية، مما يخفف الضغط على شبكات التصريف ويساعد على التكيف مع التغيرات المناخية وإعادة تغذية المياه الجوفية.

  • أهمية الأودية: أشارت إلى أهمية الأودية والتلال في الكويت، مثل وادي أم الرمم وسهل الدبدبة، في تجميع المياه خلال موسم الأمطار، وكذلك أهمية مياه "الخباري" و**"الفيضات"** التي تشكل أنظمة إيكولوجية مميزة.

إن إدارة مياه الأمطار وتوظيفها بذكاء يمكن أن يحقق فوائد بيئية واقتصادية مهمة في بلد يحرص على ترجمة التوجهات العالمية في مجال الحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر، كما يظهر في إنشاء المحميات الطبيعية مثل محمية صباح الأحمد الطبيعية ومحمية الجهراء الطبيعية.