{ المحكَّم بين الاختيار والاختبار }

في زمن تتعدد فيه الخلافات وتزدحم المحاكم بالقضايا، يبرز التحكيم كوسيلة أسرع وأبسط لحل النزاعات بعيدًا عن الروتين الطويل. لكن نجاح أي عملية تحكيم يبدأ من شخص واحد: المحكَّم.

مقالات

المهندس يوسف مجبل الصواغ

9/16/20251 دقيقة قراءة

في زمن تتعدد فيه الخلافات وتزدحم المحاكم بالقضايا، يبرز التحكيم كوسيلة أسرع وأبسط لحل النزاعات بعيدًا عن الروتين الطويل. لكن نجاح أي عملية تحكيم يبدأ من شخص واحد: المحكَّم.

المحكَّم أولاً هو اختيار. الأطراف يضعون ثقتهم فيه بناءً على سمعته وخبرته وعدالته. فهم يسلّمون بين يديه نزاعًا ربما كان معقدًا أو ذا أبعاد مالية وقانونية كبيرة، ولا يفعلون ذلك إلا وهم يرون فيه ملاذًا محايدًا.

لكن الصورة لا تكتمل بالاختيار وحده. فالمحكَّم يدخل بعدها في اختبار حقيقي، يواجه خلاله الضغوط، ويُقاس فيه مدى تمسكه بالحياد، وقدرته على اتخاذ القرار العادل مهما كانت الظروف. هنا يظهر المعدن الحقيقي، فإما أن يثبت أنه أهل للثقة، أو أن يخذل من اختاروه.

وعليه، فالمحكَّم دائمًا بين مرحلتين: مرحلة يختاره فيها الناس، ومرحلة يختبر فيها نفسه أمام ضميره والعدالة. ومن ينجح في كليهما، يستحق أن يُذكر كاسم يُضاف إلى سجل الشرفاء الذين حفظوا للعدالة هيبتها.