الكويت ترسخ مكانتها الإقليمية في الضيافة الغذائية بفضل تنوع مطاعمها وتأثير المدونين

في ظل التنافس المتزايد في قطاع الضيافة الغذائية بالمنطقة، تواصل دولة الكويت ترسيخ مكانتها كوجهة إقليمية مميزة، مدفوعة بالتنوع الكبير في مطاعمها المحلية والعالمية، إضافة إلى الدور المحوري لمدوني المطاعم على منصات التواصل الاجتماعي.

لقد تطور دور هؤلاء المدونين من مجرد هواة إلى كيانات إعلامية رقمية مؤثرة، حيث باتت تقييماتهم تؤثر بشكل مباشر على قرارات المستهلكين، وتدفع إدارات المطاعم إلى تحسين جودتها لتفادي أي تراجع في الإقبال والمبيعات. وبفضل المحتوى الرقمي الجاد الذي يقدمونه، برزت "سياحة المطاعم" كوجه جديد للسياحة الكويتية، مستقطبة الزوار الباحثين عن تجارب فريدة.

ويؤكد هذا التطور الأرقام الاقتصادية، حيث بلغت إيرادات سوق خدمات الأطعمة في الكويت نحو 3.25 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بارتفاعها إلى 4.88 مليار دولار بحلول عام 2029. كما تشير التوقعات إلى أن إيرادات القطاع السياحي في البلاد سترتفع إلى نحو 1.13 مليار دولار مع نهاية العام الحالي.

ويواجه المدونون تحدياً كبيراً يتمثل في الحفاظ على مصداقيتهم وسط تضخم التعاونات التجارية، مما دعاهم إلى المطالبة بوضع معايير مهنية واضحة، مثل الإفصاح عن أي تعاون تجاري والاعتماد على التقييم الموضوعي.

وفي هذا الإطار، أكد المدون عبدالرحمن القويعي أن تدوين المطاعم أصبح مهنة مؤثرة، تتطلب القدرة على التقييم والإلمام بثقافات المطابخ المتنوعة. كما أشار المدونان عبدالعزيز النجار ومعاذ عدنان إلى أن الذائقة المتفردة للشعب الكويتي، والتي تكونت منذ الستينيات مع دخول المطابخ العالمية، تدفع المطاعم لبذل جهد إضافي في الجودة، مما يعزز ثقة الجمهور في تقييماتهم.