2 أغسطس.. تلاحم قيادة وشعب في وجه الغدر
في مثل هذا اليوم من عام 1990، استيقظ الكويتيون على فاجعة لم يكن أحد يتوقعها
مقالات


في مثل هذا اليوم من عام 1990، استيقظ الكويتيون على فاجعة لم يكن أحد يتوقعها، حين امتدت يد الغدر لتغزو وطنا مسالمًا، وتحاول طمس هويته وسرقة سيادته. لم تكن تلك اللحظة مجرد اعتداء عسكري، بل كانت صدمة على كل المستويات، طالت الأرض والإنسان والتاريخ.
لكن ما لم يكن في حسبان المعتدين، هو أن الكويت لا تقهر، لأنها قامت على أسس راسخة من التلاحم بين القيادة والشعب. ففي الداخل، وقف الكويتيون صفا واحدا في مواجهة الاحتلال يشعلون روحالمقاومة، ويحمون ما تبقى من كرامة الوطن في وجه آلة القمع والبطش. وفي الخارج، تحركت القيادة السياسية بكل حكمة وحنكة، بقيادة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وسمو ولي عهده الشيخ سعد العبد الله الصباح، لتؤكد للعالم أن الكويت دولة باقية وشرعيتها ثابتة.
وكان مشهد اجتماع جدة التاريخي أحد أبرز المواقف التي تجسد هذا التلاحم حين ظهرت القيادة الكويتية وهي توجه خطابا موحدا إلى الشعب والعالم، تؤكد فيه أن الكويت ستعود، وأن شعبها لن ينكسر، مهما كانت التحديات.
ولا يمكن الحديث عن تلك المرحلة دون الإشادة بالموقف الأخوي الصادق للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله الذي أعلنها بوضوح-
إذا راحت الكويت ما راح تبقى السعودية."
تلك الكلمات لم تكن مجرد تصريح سياسي، بل كانت موقفا مصيريًا جسد عمق الروابط الخليجية والأخوة الصادقة. لقد احتضنت المملكة الكويت دولة وشعبا، وكانت سندا حقيقيا حتى يوم التحرير.
اليوم، وبعد مرور ٣٥ عاما على تلك المحنة تبقى ذكرى الثاني من أغسطس حاضرة في وجدان كل كويتي، لا لاستدعاء الألم، بل لتجديد العهد بأن وحدة الصف الوطني هي الحصن المنيع في وجه كل تهديد وأن الكويتيين قيادة وشعبا، يملكون من الوعي والإرادة ما يحفظ للوطن أمنه واستقراره.
رحم الله شهداءنا الأبرار، وحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل سوء.