لن ننسى...
لم يكن يوم 2 أغسطس من عام 1990م، يوما عاديا، بل كان شاهدا على عدوان جاحد وغاشم تعرض له بلد مسالم، اختار منذ التأسيس أن يكون محبا للخير ماضيا في طريقه.
مقالات


لم يكن يوم 2 أغسطس من عام 1990م، يوما عاديا، بل كان شاهدا على عدوان جاحد وغاشم تعرض له بلد مسالم، اختار منذ التأسيس أن يكون محبا للخير ماضيا في طريقه.
لقد كان يوما مشؤوما فقد فيه المقبور صدام حسين عقله، واجتاح الكويت، من دون وازع إسلامي أو إنساني ومن دون مراعاة للجيرة، ومن دون أن يقدر ما قامت به الكويت من مساندة ومساعدة.
هذا اليوم - نحن الكويتيين - رغم أننا تجاوزناه ولم نتوقف عنده فإنه محفور في الأذهان، نورث ذكراه المؤلمة للأجيال... جيلا تلو جيل، ونعرفهم بأن بلدنا الكويت تعرض لأبشع أنواع العدوان، والخيانة والغدر، غير أنه بفضل الله تحقق له النصر والتحرير، وعاد من تلك الأزمة أفضل مما كان.
نعم نحن لم نتوقف عند الأيام التي قضتها الكويت تحت الاحتلال العراقي الغاشم، بل لملمنا جروحنا، بعد حزننا الكبير على شهداء الوطن، الذين فدوه بالدم، وبحثنا وطالبنا بأسرانا، وعاد منهم من عاد واحتسبنا منهم من احتسبنا في عداد الشهداء.
وفي المقابل فإن عجلة التعمير كانت تدور، لتطفأ الآبار التي أشعلها الطغيان بعزيمة وأياد كويتية، ولنعيد مفاصل الدولة إلى سابق عهدها، بل للأفضل، كل ذلك لأن الكويت تستحق منا الجهد كله، حيث وقف معنا في تلك الأزمة شرفاء العالم من الأشقاء والأصدقاء، ولم يتخل عنا إلا قلة قليلة جاحدة.
وها هي الكويت الآن... تحتل مكانتها البارزة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، بفضل قيادتها الحكيمة، وما يقوم به صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد من تحركات محلية ودولية أسهمت في الارتقاء بكل مفاصل الدولة، وتعزيز مكانتها، ووضعها في الصفوف الأولى، كما أن حكومتنا الرشيدة تقوم بجهود كبيرة من أجل حل كل القضايا العالقة، من أجل مستقبل مشرق للأجيال المقبلة.
فكما أسلفت، اننا لم نتوقف عند هذا الحادث المشؤوم، ومع ذلك سيكون ملتصقا بذاكرة الأجيال، وسنقرؤه في تاريخ الكويت، كي نكون على دراية تامة بأحوالنا والانتباه لبلدنا والحفاظ عليه من كل مكروه.
إن مأساة الغزو - رغم مرارتها - جعلت الشعب الكويتي أكثر حرصا على بلده، متفانيا في عمله، من أجل أن يعم الأمن والسلام والخير على أرضه.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.