إسرائيل تخفف الحصار على غزة بـ "هدنة تكتيكية" لإدخال المساعدات وسط تشكيك "حماس" وارتفاع أعداد الضحايا
أرغمت الضغوط الدولية المتصاعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إرخاء قبضة حصاره المطبق على قطاع غزة، والموافقة على تنفيذ عمليات إنزال جوية للمساعدات ودخول قوافل إغاثة برية.
عربية وعالميةأخر الأخبار


أرغمت الضغوط الدولية المتصاعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إرخاء قبضة حصاره المطبق على قطاع غزة، والموافقة على تنفيذ عمليات إنزال جوية للمساعدات ودخول قوافل إغاثة برية. وذكر جيش الاحتلال أنه بدأ تطبيق وقف إطلاق نار تكتيكي بشكل يومي في ثلاث مناطق مكتظة بالسكان لأسباب إنسانية: المواصي، دير البلح، ومدينة غزة، مع تحديد مسارات مؤمّنة لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.
وفي الوقت الذي وصف فيه وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، هذه الخطوة بـ "الاستسلام"، سعى نتنياهو لتبريرها بالقول إن "الجيش يواصل القتال ويحرز تقدماً رغم سقوط قتلى وجرحى في صفوفه"، مشدداً على مواصلة القتال حتى تحقيق كل أهداف الحرب. ورغم تسجيل أول خرق للهدنة في حي الرمال ومقتل العشرات في باقي القطاع، اعتبر نتنياهو أنه "لن تكون هناك أعذار بعد الآن" أمام الأمم المتحدة للتشكيك في نواياه.
اتهامات وتشكيك: من جانبها، اتهمت حركة حماس سلطات الاحتلال باللجوء إلى "خطوة شكلية ومخادعة لتبييض صورتها أمام العالم" والالتفاف على المطالب الدولية بإنهاء الحصار. واعتبرت أن "خطة الممرات سياسة مكشوفة لإدارة التجويع لا لإنهائه".
موقف دولي ومبادرات إغاثية: تحدثت تقارير عن استئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة بمشاركة دول وجهات أجنبية مثل بريطانيا والإمارات والأردن، وشملت الحمولة الأولى الدقيق والسكر وأغذية معلبة. كما صادق جيش الاحتلال على مبادرة إماراتية لمد خط مياه من محطة تحلية في مصر إلى منطقة المواصي، بهدف توفير 15 لتراً من المياه المحلاة يومياً لكل فرد لنحو 600 ألف نسمة.
وأفادت تقارير بدخول 50 شاحنة من الجانب المصري إلى معبر رفح للمرة الأولى منذ مارس الماضي، بينما أعلن الأردن تسيير قافلة إغاثة مكونة من 60 شاحنة إلى القطاع. يأتي ذلك في ظل تدهور كارثي للوضع الإنساني وانتشار المجاعة في القطاع المحاصر منذ نحو خمسة أشهر.
مواقف دولية إزاء الصراع: وسط تسريبات عن مراجعة سياسة الدعم المطلق لنتنياهو، أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن على إسرائيل اتخاذ قرار واضح بشأن غزة، وأنه سيزيد تقديم المساعدات. بينما أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن تفاؤله "بالتوصل لوقف النار بحيث يتم في مرحلته الأولى الإفراج عن نصف الإسرائيليين، والبقية في نهاية فترة تمتد إلى 60 يوماً".
وحذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أن التعليق الجزئي للعمليات الإسرائيلية لا يكفي لإنهاء الكارثة، وطالب المستشار الألماني، فريدريش ميرز، بوقف فوري لإطلاق النار. وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على اعترافه بدولة فلسطين، مشدداً على ضرورة حل الدولتين لتحقيق السلام الدائم.
تجدد القتال والخسائر البشرية: في سياق متصل، قُتل جنديان إسرائيليان في اشتباكات بخان يونس، وأصيب 9 عسكريين آخرين في رفح. في المقابل، قُتل 22 فلسطينياً، بينهم أطفال، وأصيب آخرون جراء استهداف قصف إسرائيلي لخيام نازحين ومنتظري مساعدات، لترتفع بذلك حصيلة قتلى الحرب إلى 59,821.