سوريا تطلب دعم أنقرة.. وواشنطن تحذر من مصير "ليبيا أو أفغانستان" مع تحركات لرفع العقوبات وصفقات سعودية بالمليارات

طلبت حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع دعماً رسمياً من تركيا لتعزيز قدراتها الدفاعية، خصوصاً في مواجهة التنظيمات الإرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

عربية وعالمية

البيداء

7/24/20251 دقيقة قراءة

في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة وأعمال عنف طائفية هزت البلاد، طلبت حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع دعماً رسمياً من تركيا لتعزيز قدراتها الدفاعية، خصوصاً في مواجهة التنظيمات الإرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). جاء هذا الطلب بالتوازي مع تحذيرات أميركية صريحة من أن سوريا قد تتجه نحو "الانهيار الكامل" وتواجه مصير دول مثل ليبيا أو أفغانستان.

الدعم التركي والتحذير من حكم ذاتي كردي: أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، الأدميرال زكي أكتورك، أن دمشق طلبت رسمياً دعم أنقرة. وأشار إلى أن تركيا تعمل بتعاون وثيق مع "الحكومة السورية الجديدة" وملتزمة بوحدة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، مع استمرارها في تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتقوية البنية الدفاعية السورية. وشددت أنقرة على ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق "الاندماج العسكري" بين دمشق وقوات سورية الديموقراطية، محذرة من أن أي محاولة لإقامة حكم ذاتي كردي ستُعتبر تهديداً للأمن القومي التركي. وأكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده لن تسمح بتكرار "السيناريو الكردي في الشمال السوري"، داعياً الجميع للاندماج في الدولة السورية مع الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية.

تحذيرات أميركية وموقف من دمشق: في المقابل، حثّ المبعوث الأميركي إلى سورية، توم برّاك، الرئيس السوري على "التأقلم سريعاً" مع الواقع الإقليمي والدولي، محذراً من خطر "تفتيت سوريا وتحولها إلى ليبيا أو أفغانستان جديدة" إذا لم يغير نهجه. وأكد برّاك أن واشنطن لم تعد تملك خطة بديلة أو "خليفة" محتملاً للنظام السوري الحالي، مشدداً على خطورة الوضع في ظل "الفوضى الطائفية والفراغ السياسي". ونفت واشنطن دعمها للغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع الحكومة السورية، مؤكداً أن الضربات الأخيرة "زادت من ارتباك المشهد" وأشعلت غضب الطائفة الدرزية، وحثت بلاده على الحوار لتهدئة المخاوف الإسرائيلية.

تحركات لرفع العقوبات وصفقات استثمارية كبرى: على الصعيد الاقتصادي والدبلوماسي، شهدت أنقرة وإسطنبول مباحثات رباعية بين مسؤولين أميركيين وأتراك وسوريين وعراقيين لبحث سبل تقديم الدعم للإدارة السورية الجديدة ورفع العقوبات. وتركز المباحثات التي يقودها وفد من وزارة الخزانة الأميركية على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مع استعداد واشنطن لتقديم الدعم لتعزيز قدرات سوريا في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبالتوازي، وصل وفد كبير من المستثمرين السعوديين إلى دمشق، برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح، لبحث "شراكات استثمارية" بمليارات الدولارات. وشملت الزيارة تدشين أول مصنع سوري للأسمنت الأبيض، وإطلاق مجلس الأعمال المشترك، وتوقيع اتفاقيات استثمارية تفوق قيمتها 15 مليار ريال سعودي (نحو 4 مليارات دولار) تشمل قطاعات الأسمنت والطاقة والبنى التحتية. وأكدت وزارة الاستثمار السعودية سعي المملكة لتفعيل الشراكة مع سوريا لدعم إعادة الإعمار وتنشيط القطاع الخاص السوري.

صراع داخلي وتصعيد طائفي في السويداء: داخلياً، وصف أهالي محافظة السويداء من عشائر البدو ما تعرضوا له مؤخراً من قبل مجموعات درزية مسلحة بأنه يرقى إلى "جرائم الحرب"، بعد مقتل العشرات منهم وجرحهم واختطافهم. وروى مختار حي المقوس، سليمان المرشود، تفاصيل الهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة بقيادة "عميد جريرة" على حيهم، مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وجرح واختطاف العشرات، وسرقة وحرق لمنازلهم وممتلكاتهم، مشيراً إلى مشاهد مروعة مثل قتل سيدة وطفلها الرضيع. وحمّل المرشود الجيش السوري مسؤولية ما حدث بعد خروج أبناء العشائر من مدينة السويداء، حيث تعرض المئات منهم للهجوم والقتل والاعتقال. من جانبه، حمّل إمام مسجد مدينة شهبا، الشيخ سليمان الهوارين، المجموعات المسلحة التابعة للرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، مسؤولية ما وصفه بـ"جريمة حرب بكل المقاييس" بحق أبناء عشائر البدو. وأفاد بمقتل 16 شخصاً في مدينة شهبا، بينهم 6 من عائلته، واختطاف 10 آخرين، بالإضافة إلى مقتل 40 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال من عمال زراعيين. هذه التطورات الداخلية تزيد من تعقيد المشهد السوري في ظل التحركات الدولية المتوازية.