إنجاز علمي كويتي يحسم الجدل: معهد الأبحاث يحدد الهوية الوراثية لطحالب المد الأحمر السامة المسببة لنفوق الأسماك

أعلن معهد الكويت للأبحاث العلمية عن نجاح دراسة علمية متخصصة نشرت في مجلة (Botanica Marina)، تمكنت من تحديد الهوية الوراثية لثلاثة أنواع من الطحالب الدقيقة السامة

محلياتأخر الأخبار

البيداء

7/24/20251 دقيقة قراءة

في إنجاز علمي بارز يسهم في حماية البيئة البحرية وتعزيز الأمن الغذائي في الكويت، أعلن معهد الكويت للأبحاث العلمية عن نجاح دراسة علمية متخصصة نشرت في مجلة (Botanica Marina)، تمكنت من تحديد الهوية الوراثية لثلاثة أنواع من الطحالب الدقيقة السامة المسؤولة عن ظاهرة المد الأحمر ونفوق الأسماك في المياه الكويتية. ويأتي هذا الإنجاز ليحسم جدلاً علمياً استمر لسنوات طويلة.

صرحت الباحثة والمؤلفة الرئيسية للدراسة في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بالمعهد، الدكتورة منال الكندري، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس، بأن الدراسة نجحت للمرة الأولى محلياً في تحديد هذه الأنواع بدقة. وشملت الأنواع التي تم تحديدها كل من (Karenia papilionacea) و(Karenia selliformis) و(Karlodinium ballantinum)، وذلك عبر التحليل المجهري عالي الدقة والتحليل الوراثي (LSU rDNA) لسلالات حية جُمِعت بين عامي 2014 و2021.

وأوضحت الكندري أن الدراسة حسمت بشكل قاطع وجود نوعين كانا محل جدل علمي، وهما (K. papilionacea) الذي أثبتت الدراسة هوية سبع سلالات منه بنسبة تطابق بلغت 99%، و(K. selliformis) الذي يُعرف بكونه المسؤول عن أكبر حادثة نفوق للأسماك شهدتها الكويت عام 1999.

الإنجاز الأبرز للدراسة يتمثل في تسجيل النوع (Karlodinium ballantinum) للمرة الأولى في مياه الكويت ومنطقة الخليج العربي ككل، مما يشكل إنجازاً علمياً استراتيجياً للبلاد في مجال الأبحاث البحرية.

وأضافت الدكتورة الكندري أن فريق البحث في المعهد، بالتعاون مع جامعة كوبنهاغن الدنماركية، قام بعزل عشر سلالات من هذه الطحالب الضارة وأخضعها لتحليلات دقيقة. وقد وفرت هذه الجهود قاعدة بيانات علمية قيمة، ستسهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الكويت على تقييم ومراقبة ظاهرة الطحالب السامة.

وأكدت الكندري أن هذه النتائج ستُمكن من تطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر فاعلية، مما يدعم جهود حماية البيئة البحرية والثروة السمكية ويعزز الأمن الغذائي للبلاد. وأشارت إلى أن الدراسة ساهمت أيضاً في تأسيس مجموعة مرجعية للسلالات الحية محفوظة بالمعهد، والتي تُعد مورداً وطنياً وإقليمياً مهماً للدراسات المستقبلية المتعلقة بتأثيرات هذه الطحالب.

وفي ختام تصريحها، أشادت الدكتورة منال الكندري بالدعم المتواصل الذي تقدمه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لبرامج الأبحاث البحرية، مؤكدة على الأهمية القصوى لاستمرار مثل هذه الدراسات العلمية لحماية البيئة البحرية الكويتية.