تصعيد أميركي-إيراني: ترامب يهدد بإعادة قصف المنشآت النووية وعراقجي يؤكد استمرار التخصيب
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بإعادة قصف المنشآت النووية الإيرانية "إذا لزم الأمر"، وذلك رداً على مطالبة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بتعويضات للعودة إلى طاولة المفاوضات وتمسكه بتخصيب اليورانيوم
عربية وعالمية


في تصعيد جديد للتوترات حول الملف النووي الإيراني، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بإعادة قصف المنشآت النووية الإيرانية "إذا لزم الأمر"، وذلك رداً على مطالبة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بتعويضات للعودة إلى طاولة المفاوضات وتمسكه بتخصيب اليورانيوم.
وأكد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، أن المواقع الإيرانية التي قصفتها الولايات المتحدة في 22 يونيو الماضي "دُمّرت بالكامل". وفي تعليقه على تصريحات عراقجي بشأن تضرر البرنامج النووي الإيراني وتوقفه نتيجة "حرب الـ 12 يوماً" التي شنتها إسرائيل ضد إيران والضربات الأميركية المصاحبة، كتب ترامب: "بالتأكيد، كما قلتُ، سنفعل ذلك مجدداً إذا لزم الأمر!". وطالب ترامب شبكة سي إن إن بالاعتذار له ولل طيارين الأميركيين بعد تشكيكها في حجم الضرر.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لشبكة فوكس نيوز بأن البرنامج النووي توقف "لأن الأضرار كانت جسيمة وشديدة"، لكنه شدد على "عدم التخلي عن التخصيب، لأنه إنجاز علمي ومسألة فخر وطني".
وفيما يتعلق باستئناف المفاوضات، أكد عراقجي انفتاح طهران على الحوار مع الولايات المتحدة، لكنه أوضح أن المحادثات لن تكون مباشرة في المرحلة الحالية. وأضاف: "إذا كانت واشنطن تبحث عن حل يربح فيه الجميع، فأنا مستعد للحوار معهم". وبيّن أن شروط بلاده لعقد مفاوضات غير مباشرة تعتمد بالدرجة الأولى على رفع العقوبات واحترام حق الجمهورية الإسلامية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وذلك قبل بحث تفعيل آلية "سناب باك" التي تهدد بها "الترويكا الأوروبية" بإعادة فرضها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد قبل انتهاء فصل الصيف.
وفي تصريح لافت، ذكر عراقجي أنه ليست لديه معلومات عن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية، مشيراً إلى أن "هيئة الطاقة الذرية الإيرانية هي المعنية". ونفى أن تكون سياسة بلده الرسمية تهدف إلى "محو إسرائيل من الخريطة"، رغم تمسكها باستمرار دعم "حزب الله" اللبناني و"حماس". فيما اعتبرت منصات تابعة للتيار الأصولي المتشدد أن تلك التصريحات تمثل تراجعاً عن استراتيجية طهران ضد إسرائيل.
جاء ذلك بالتزامن مع انعقاد اجتماع ثلاثي إيراني-روسي-صيني في طهران بشأن القضية النووية، وقبل يومين من اجتماع إيراني مع ممثلي "الترويكا الأوروبية" في إسطنبول لبحث التوصل إلى تفاهم يحول دون تفعيل آلية الزناد التي تتيح إعادة فرض جميع العقوبات الدولية التي رُفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
من جانب آخر، أعلنت السلطات الإيرانية أنها أجرت اختباراً شبه مداري على صاروخ حامل للأقمار الصناعية، في أول اختبار من نوعه منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار بعد "الحرب" التي شنتها إسرائيل على طهران الشهر الماضي، مما يزيد من قلق القوى الغربية بشأن سعي إيران لتحسين ترسانتها الباليستية وزيادة مدى صواريخها.