"بيروت تستضيف المؤتمر العربي الثالث للمسؤولية المجتمعية: دعوات لتضافر الجهود وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في التنمية المستدامة"
ستضافت العاصمة اللبنانية بيروت فعاليات المؤتمر العربي الثالث للمسؤولية المجتمعية يوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو 2025. شهد المؤتمر دعوات مكثفة لتضافر الجهود بين مختلف القطاعات العربية
عربية وعالميةأخر الأخبار


في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك نحو تحقيق التنمية المستدامة، استضافت العاصمة اللبنانية بيروت فعاليات المؤتمر العربي الثالث للمسؤولية المجتمعية يوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو 2025. شهد المؤتمر دعوات مكثفة لتضافر الجهود بين مختلف القطاعات العربية، بهدف ترسيخ دور القطاع الخاص كشريك أساسي في هذا المسار الطموح.
ألقت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، حنين السيد، كلمة أكدت فيها أن المسؤولية المجتمعية باتت ركيزة أساسية للتنمية المتكاملة، وأن القطاع الخاص يمثل دعامة رئيسية للنمو الاقتصادي. وأعلنت السيدة الوزيرة خلال المؤتمر، وبالتعاون مع رئيسة ومؤسسة مجموعة (كلينفغروپ) نادية شعيب، عن إطلاق "المؤشر العربي للمسؤولية المجتمعية"، وهو مبادرة مدعومة من جامعة الدول العربية واتحاد الغرف العربية.
من جهته، أكد رئيس الوفد للشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية، حمد السبيس، ورئيس الهيئة الاستشارية لبرنامج الكويت للمسؤولية المجتمعية، الدكتور شهاب عثمان، أهمية المؤتمر في تناول دور القطاع الخاص في تعزيز المسؤولية المجتمعية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة العربية.
محاور المؤتمر وتطلعاته:
ناقش المشاركون في المؤتمر عدة محاور جوهرية، شملت سبل تعزيز دور القطاع الخاص في ترسيخ الشراكات التنموية والرقابة والتدقيق لتعزيز الشفافية والاستدامة. كما تطرقوا إلى دور القطاع الخاص في تمكين الشباب ورواد الأعمال وتعزيز العدالة الاجتماعية، إضافة إلى التحديات التي تواجه مؤسسات المسؤولية المجتمعية وكيفية بناء استراتيجيات فعالة للحوكمة.
وتناول المؤتمر بشكل خاص موضوع "المسؤولية المجتمعية في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في القطاع الخيري". وشدد حمد السبيس على أن العالم يشهد تسارعًا غير مسبوق في التكنولوجيا، مما يفرض على المؤسسات والقطاعات الخيرية والتنموية والمجتمعية إعادة النظر في أدواتها وإحداث نقلة نوعية في أدائها، مؤكداً وجود "فرصة تاريخية" لتوظيف التقنيات الحديثة مثل البيانات الضخمة والبلوك تشين والأنظمة الذكية لرفع الكفاءة التشغيلية وتعزيز الشفافية.
ودعا السبيس إلى وضع أطر حوكمة رقمية واضحة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الخيرية وبناء قدرات العاملين في القطاع الخيري على الأدوات الرقمية الحديثة، إضافة إلى تطوير حلول ذكاء اصطناعي مخصصة للمنطقة العربية تراعي السياق الثقافي والاحتياجات التنموية الفعلية.
من جانبه، تحدث الدكتور شهاب عثمان عن تعريف المسؤولية المجتمعية في العصر الرقمي، مستعرضًا الفرص والتحديات والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي. وأكد على أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتوسيع مبادرات المسؤولية المجتمعية الرقمية، ووضع أطر تنظيمية واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما يراعي أخلاقيات المجتمع وخصوصية الأفراد. كما شدد على ضرورة تضمين المعايير الأخلاقية في تصميم وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإطلاق حملات توعية مجتمعية حول حسن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات.
"المؤشر العربي للمسؤولية المجتمعية": أداة للتقييم والتعاون:
يعتبر "المؤشر العربي للمسؤولية المجتمعية"، الذي بدأ التخطيط له عام 2023، أداة لتقييم أداء المؤسسات الحكومية والخاصة والجمعيات من حيث التزامها بمبادئ المسؤولية المجتمعية، ضمن أربعة محاور أساسية: الحوكمة والإدارة الرشيدة، الشفافية والنزاهة، الأثر الاجتماعي والبيئي، والعلاقة مع المجتمع والموظفين.
وأوضح مسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في جامعة الدول العربية، الوزير المفوض طارق النابلسي، أن هذا المؤشر "مهم جدًا" وسيُعرض على مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب لاعتماده كمنهاج عمل لدعم العملية التشاركية بين القطاع الخاص والحكومات. وأشار إلى أن المؤشر سيُطبق بالتنسيق مع كل دولة بما يتماشى مع قوانينها وظروفها لتحقيق المصلحة الفضلى للمواطن والفئات الأكثر حاجة للحماية الاجتماعية.
وثمن وزير التنمية الاجتماعية البحريني أسامة العلوي التعاون البناء للمجلس مع اتحاد الغرف العربية لإطلاق مبادرات نوعية، منها دعم العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة وتطوير مشاريع الأسر المنتجة وتحويلها إلى مشاريع ريادة أعمال، مؤكداً أن هذه المبادرات تدعم توجهات القمم العربية ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.