إعادة تأهيل الغزال في البيئة الكويتية
رسلت لي أمس هذه الصورة المعبرة وكتب بجانبها : هكذا كان الغزال في البوادي العربية،فلماذا انقرض.؟! ومتى يعود إليها من جديد..؟! سؤال وجيه تجيب عليه المؤسسات الرسمية في أي بلد
مقالات


أرسلت لي أمس هذه الصورة المعبرة وكتب بجانبها : هكذا كان الغزال في البوادي العربية،فلماذا انقرض.؟! ومتى يعود إليها من جديد..؟! سؤال وجيه تجيب عليه المؤسسات الرسمية في أي بلد كما لايمنع ذوي العلم وذوي الخبرات البيئية من الإفادة النافعة بمالديهم
عنه أما أنا شخصيا فقد أعددت سابقا بحثا مصورا في إعادة تأهيل الغزال لمؤسسة التقدم العلمي في الكويت نشر في مجلتها عام 2014َم فمن الناحية التراثية العريقة كانت العرب تعجب بالغزلان وتعدها من الطرائد المفضلة، للحمها الطري اللذيذ ولحس جمالها،
وغرائبها السلوكية. فالزمخشري في كتاب ربيع الأبرار يعد الغزال من أطيب الحيوانات أفواها. وأن في جمال الغزلان وجمال النساء خمس خصال:
كبر عينها مع حسنها، وطول جيدها، وطيب أفواها، وحسن أعجازها، ونور جسمها.
والغزال حين ولادته يدعى الطلا، وفي سنته الأولى يدعى الخشف، وعندما يبلغ أشده يدعي الغزال.. وماعلينا من الأدب فالغزال في البيئة الكويتية حتى أمد قريب كان موجودا تدل عليه وتثبت وجوده صراحة خرائط انتشار الحيوان فقد كان يرتع ويرعى في الخبرات مابين اللياح ووادي الباطن وفي حوض الدبدبة. وقد ذكره ديكسون ابو سعود قديما في بيئة الكويت بثلاثة انواع : غزال الريم G. Subgutturosa والأدم او الغزال الجبلي G. gazella والغزال العفري او الدوركاسG. dorcas وقد بُذلت جهود لإعادة تأهيل الغزال في محميات الكويت ولكنه ترك للوحوش المفترسة
فيجب التفكير من جديد بآليات جديدة لإعادة تأهيله تاخذ بعين الاعتبار : عاداته السلوكية الخاصة بكل نوع، وطريقة تكاثره، وحاجات الغذائية، وكيفية حمايته من الحيوانات المفترسة..؟! وقد عدت إلى البحث في موضوع تأهيل الغزال في المحميات الكويتية في فصول بحثي الجديد: ( الحياة الفطرية للحيوان في البيئة الكويتية بين الحماية وإعادة التأهيل) وهو بحث طريف بحاجة للدعم والتشجيع... ومن الطبيعي أن يكون معروضا للتحكيم في معهد الكويت للأبحاث العلمية وفي غيره من المؤسسات العلمية ففي مجال البيلوجيا والعلم البيئي... كما يقول أبو فراس الحمداني: ( لم يكن فرسي مهر.. ولا ربه غمر) كل هذا عن الغزال الجميل الذي نعمل جاهدين لإعادته إلى البيئة الكويتية كما كان سابقا بإذن الله.

