تراجعات أسعار النفط العالمية: مخاوف الحرب التجارية بين أميركا وأوروبا تضغط على الأسواق

شهدت أسواق النفط العالمية تراجعاً في الأسعار للجلسة الثالثة على التوالي، مدفوعةً بمخاوف متزايدة من انحسار النشاط التجاري وتأثيره السلبي على نمو الطلب على الوقود. يأتي هذا التراجع في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يُعدان من أبرز المستهلكين الرئيسيين للخام.

أداء الأسعار العالمية والنفط الكويتي: انخفض سعر برميل النفط الكويتي 13 سنتاً، ليبلغ 71.29 دولاراً للبرميل في تداولات أمس، مقارنة بـ 71.42 دولاراً للبرميل في تداولات الجمعة الماضي، وذلك وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وفي الأسواق العالمية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 49 سنتاً، أو ما يعادل 0.7 بالمئة، لتسجل 68.72 دولاراً للبرميل. كما انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 60 سنتاً، أو 0.9 بالمئة، ليبلغ 66.60 دولاراً للبرميل.

تأثير التوترات التجارية: تعليقاً على الوضع، قال سوجين كيم، المحلل في بنك ميتسوبيشي يو إف جي، في مذكرة: "تراجعت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي... مع تزايد أهمية مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها باقتراب الموعد النهائي". وكانت الولايات المتحدة قد هددت بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 بالمئة على واردات الاتحاد الأوروبي في الأول من أغسطس المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. ووفقاً لدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، فإن التكتل يستكشف مجموعة أوسع من التدابير المضادة المحتملة ضد الولايات المتحدة، مع تلاشي احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري مقبول مع واشنطن.

عوامل دعم محدودة: ووفر انخفاض الدولار بعض الدعم للخام، وسط تراجع نسبي لما يدفعه المشترون الذين يستخدمون عملات أخرى. وقال توني سيكامور، محلل السوق في "آي جي"، في مذكرة، إن الأسعار تراجعت "إذ بددت مخاوف الحرب التجارية الدعم الذي قدمه تراجع الدولار". وتلقى النفط الدعم أيضاً من هوامش الربح القوية من نواتج التقطير بسبب انخفاض المخزونات. وقال جون إيفانز، المحلل لدى "بي في إم أويل"، في مذكرة، "ربما كان الانخفاض سيزيد لولا استمرار أداء نواتج التقطير على هذا النحو، الذي لا يزال يتلقى دعماً من تراجع المخزونات". في الوقت نفسه، توقع استطلاع أجرته "رويترز" لآراء محللين انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 600 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 18 يوليو.