اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان: فلسطين أولوية قصوى ودعوة لتعزيز العمل العربي المشترك في وجه تقاعس المنظومة الدولية
شدد المطيري على أن القضية الفلسطينية تظل محور العمل العربي وقلبه النابض، وأنها الأولوية الأولى للجنة منذ إنشائها
محليات


أكد رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان السفير طلال المطيري، أمس الاثنين، على الأهمية البالغة لتعزيز التعاون العربي المشترك في مجال حقوق الإنسان. جاء ذلك خلال ترؤسه أعمال الدورة العادية الـ 56 للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، والتي تُعقد في ظل تصاعد المسؤوليات الملقاة على عاتق اللجنة، بوصفها الآلية الأم في المنظومة العربية المعنية بالتخطيط لوقف الانتهاكات ووضع سياسات الدفاع عن الحقوق والحريات والتخطيط لمستقبل الأجيال القادمة في هذا المجال.
وأوضح السفير المطيري أن الحضور الواسع في هذه الدورة يعكس إدراكاً متنامياً لأهمية العمل العربي المشترك وملف حقوق الإنسان، وكذلك لمخرجات اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان.
فلسطين أولاً: قضية العرب وجوهر العمل الحقوقي: شدد المطيري على أن "القضية الفلسطينية تظل محور العمل العربي المشترك وقلبه النابض وشاهداً على عجز المنظومة الدولية لحقوق الإنسان"، مؤكداً "أهمية الاعتماد والتأسيس على المنظومة العربية لحقوق الإنسان". وأضاف أن "فلسطين أولويتنا وهي قضية العرب الأولى وفي مقدمة بنود جدول أعمال اللجنة الدائمة منذ إنشائها عام 1968". وأشاد في هذا الإطار بنضال وكفاح الشعب الفلسطيني الأبي، وسعيه الحثيث والجاد والمستمر من أجل نيل حريته وتحقيق استقلاله واسترداد حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، للعيش بسلام وأمن. واعتبر أن "فلسطين شاهدة على ما هو أبعد من عجز منظومة حقوق الإنسان الدولية"، مشيراً إلى التهديدات التي تواجهها مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، بتوقيع عقوبات على شخصها بسبب محاولتها إتمام عملها برصد وفضح جانب من الجرائم القائمة بحق الشعب الفلسطيني. وأكد أن "هذه محاولة لإغلاق بصيص الأمل في القانون الدولي لحقوق الإنسان عموماً"، موضحاً أنه "سوف نتعاطى مع القضية الفلسطينية اليوم تحت البندين الثاني والثالث من جدول أعمال دورتنا".
جهود اللجنة وخطط المستقبل: أشاد السفير المطيري بجهود اللجنة في وضع خطة تنفيذية استرشادية للاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان، والتي تم اعتمادها من قبل مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته الأخيرة. ولفت إلى أن أعمال اللجنة ستشهد تحت البند الرابع مداخلة لرئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المستشار محمد الشحي، على أن تستكمل باجتماع الدول الأطراف لمناقشة مقترحات تعديل الميثاق. وأوضح أن اللجنة ستتناول تحت البند الخامس التحضير للاحتفال بـ "اليوم العربي لحقوق الإنسان" واختيار شعار لاحتفال عام 2026. وأعرب عن تطلعه إلى أن تخرج أعمال الدورة الحالية بتوصيات مبتكرة تعزز من جهود العمل العربي المشترك في مجال حقوق الإنسان.
الوضع الحقوقي في غزة محور الاهتمام: انطلقت أعمال الدورة العادية الـ 56 للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان أمس بمشاركة الكويت وممثلي وفود الدول العربية المعنيين بقضايا حقوق الإنسان. وأكدت جامعة الدول العربية في كلمة ألقاها المشرف على (إدارة حقوق الإنسان) بالجامعة أحمد مغاري أمام أعمال الدورة "أنه لا يمكن الحديث عن واقع حقوق الإنسان دون الإشارة إلى الوضع الحقوقي الكارثي الذي يعيشه الأشقاء في غزة، حيث أصبح تأمين أبسط متطلبات العيش مسألة حياة أو موت". وقال إن "ما نشهده هناك يعد اختباراً حقيقياً لمدى التزامنا بقيم حقوق الإنسان ويضع أمامنا مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا يمكن التغاضي عنها". وأضاف مغاري أن "الإنسان الفلسطيني لا يزال يعاني وبشكل يومي تحت وطأة القصف والقتل والهدم والتدمير وسط تقاعس مريب من المجتمع الدولي الذي يقف صامتاً وعاجزاً أمام العدالة الدولية ووسط تحدي القوة القائمة بالاحتلال أمام الشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية".
تناقش الدورة خلال يومين برئاسة رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان السفير طلال المطيري، تقرير الأمانة العامة عن الإجراءات المتخذة لتنفيذ التوصيات الصادرة عن اللجنة حتى دورتها العادية الـ 55. وتناقش كذلك التصدي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والممارسات العنصرية في الأراضي العربية المحتلة وقضايا الأسرى والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال وجثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزين لدى سلطات الاحتلال في مقابر الأرقام. كما تتضمن بنود جدول الأعمال الميثاق العربي لحقوق الإنسان واليوم العربي لحقوق الإنسان الذي يوافق 16 مارس 2026. وتشارك الكويت في الاجتماع بوفد يرأسه مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج.