الجزائر لروسيا: لا لفاغنر على حدودنا

أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون رفض بلاده القاطع لأي وجود لمرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية على حدود الجزائر

عربية وعالمية

البيداء

7/20/20251 دقيقة قراءة

في موقف سيادي واضح، أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون رفض بلاده القاطع لأي وجود لمرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية على حدود الجزائر، خاصة مع دولة مالي المجاورة، مؤكداً أن هذا الرفض تم إبلاغه صراحة إلى الجانب الروسي.

وقال تبون، خلال حوار تلفزيوني مع القناة الرسمية، إن الجزائر لن تتسامح مع أي اقتراب أمني غير شرعي من حدودها، مشيراً إلى أن التهديد الإرهابي في منطقة الساحل ما زال قائماً، وأن الجزائر أبدت استعدادها لمساعدة الدول الإفريقية المجاورة على التصدي له.

الجزائر.. مدرسة في مكافحة الإرهاب

واعتبر الرئيس تبون أن الجزائر تُعد أكبر جامعة في مجال مكافحة الإرهاب، مستنداً إلى التجربة المريرة التي خاضتها البلاد خلال العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي، حيث راكمت أجهزتها الأمنية خبرات فريدة مكنتها من بناء منظومة أمنية قوية ذات كفاءة عالية.

وأشار إلى أن الجزائر تمتلك جيشًا قويًا وقادرًا على حماية حدودها من أي تهديد، سواء من جهة الساحل أو من أي جهة أخرى، وهو ما يجعلها قادرة على فرض سيادتها الأمنية دون الحاجة إلى تدخل خارجي.

الأزمة مع مالي.. وتحذير من التصعيد

وحول الأوضاع في مالي، أشار تبون إلى أن الجزائر تعتبر مالي دولة شقيقة وصديقة، وأنها قدمت لها المساعدة مرارًا، لكن استمرار فشل الانقلابيين في تحقيق توافق بين الشمال والجنوب أدى إلى استمرار النزاع المسلح، رغم التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة في الجزائر عام 2015 برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وأبدى تبون أسفه لرفض المجلس العسكري المالي الحالي لهذا الاتفاق، الذي كان ينص على إدماج المقاتلين في الجيش النظامي المالي، محذراً من أن تجاهل بنود الاتفاق سيؤدي إلى استمرار الفوضى.

موقف الجزائر الخارجي: لا عزلة ولا انحياز

ورداً على من يروّج لعزلة الجزائر إقليمياً أو دولياً، شدد تبون على أن بلاده ليست معزولة، وأنها متمسكة بعلاقاتها الاستراتيجية المتوازنة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين، في إطار احترام مبادئ ثورتها التحريرية وعدم الانحياز لأي محور دولي.

واختتم تبون بالتأكيد على أن حدود الجزائر آمنة، وجيشها مستعد، وأجهزتها الأمنية متمرسة، محذراً من تضخيم المخاطر الأمنية أو اختلاق أزمات داخلية لا وجود لها، وقال:

"من يطلب مساعدة الجزائر سيجدها إلى جانبه، ومن أراد غير ذلك فهو حر".