بعد 40 عامًا خلف القضبان.. محكمة فرنسية تقضي بالإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله
قضت محكمة فرنسية بالإفراج عن المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، الذي أمضى قرابة أربعة عقود في السجون الفرنسية
عربية وعالمية


قضت محكمة فرنسية بالإفراج عن المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، الذي أمضى قرابة أربعة عقود في السجون الفرنسية، إثر إدانته عام 1987 بتهم تتعلق باغتيال دبلوماسيين في باريس. الحكم يأتي بعد مسيرة طويلة من الجدل والرفض السياسي لإطلاق سراحه رغم انتهاء محكوميته من الناحية القانونية منذ سنوات.
وكان عبد الله، القائد السابق لتنظيم الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، قد حُكم عليه بالسجن المؤبد لدوره في اغتيال الملحق العسكري الأميركي تشارلز راي والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف عام 1982، إضافة إلى محاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت هوم في مدينة ستراسبورغ عام 1984.
وُلد جورج عبد الله في 2 أبريل 1951 في منطقة عكار شمال لبنان، في أسرة مسيحية مارونية. وقد نشأ على خلفية نضالية، حيث التحق في أواخر السبعينات بـالحركة الوطنية اللبنانية التي كانت فاعلة خلال الحرب الأهلية، ليُظهر منذ بداياته السياسية عداءً واضحًا لإسرائيل.
وفي مطلع الثمانينات، انضم عبد الله إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثم أسّس عام 1980 مع آخرين الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي تنظيم ماركسي مناهض للإمبريالية، نفّذ عدة عمليات في أوروبا نصرةً للقضية الفلسطينية، بينها خمس هجمات بين عامي 1981 و1982.
ويُعد جورج عبد الله من أبرز المناصرين العرب للنضال الفلسطيني، وظل على مدى سنوات سجنه رمزًا للمقاومة في أوساط اليسار العالمي والقوميين العرب، مع تصاعد المطالب الشعبية والسياسية داخل لبنان وخارجه لإطلاق سراحه.
ورغم صدور قرارات قضائية سابقة بالإفراج المشروط عنه، فإن ضغوطًا سياسية، خصوصًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، حالت دون تنفيذها. ويمثّل قرار المحكمة الأخير تطورًا بارزًا في قضيته التي ظلت لعقود مثالًا على التداخل بين السياسة والقضاء في ملفات النضال والتحرر.