خلافات إسرائيلية وتحذيرات مصرية وسط ضغوط دولية للتوصل إلى هدنة في غزة
تصاعدت التوترات السياسية والميدانية على جبهات متعددة، وسط خلافات داخل القيادة الإسرائيلية، وتحذيرات مصرية صارمة
عربية وعالمية


في ظل تعثر مفاوضات الهدنة الجارية في الدوحة، تصاعدت التوترات السياسية والميدانية على جبهات متعددة، وسط خلافات داخل القيادة الإسرائيلية، وتحذيرات مصرية صارمة، ومبادرات دولية لاحتواء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
خلافات داخلية حول خطة «مدينة الخيام»
شهد اجتماع المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي (الكابينت) خلافات حادة، بعد مناقشة خطة لإقامة ما يسمى بـ«مدينة إنسانية» في رفح لتجميع مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، وهي الخطة المعروفة إعلامياً بـ«مدينة الخيام». ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الخطة غير واقعية وطالب بإيجاد بديل أكثر فاعلية وسرعة.
وبحسب القناة 14 العبرية، يسعى نتنياهو لفصل المدنيين عن حركة حماس من خلال حصرهم في شريط جنوبي، لتهيئة الأرضية لمواصلة الحرب بعد هدنة مدتها 60 يوماً يجري التفاوض بشأنها في الدوحة.
رفض مصري صارم وتهديدات باتفاقية السلام
أثارت هذه الخطة غضب مصر، التي حذرت عبر وفدها الأمني من أن إقامة مخيمات على الحدود تهدد استقرار المنطقة، وربما تمس باتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل. وذكرت القناة 13 العبرية أن مصر كثفت وجودها العسكري في المنطقة (ج) بسيناء، في مؤشر على قلقها من أي تغييرات ديموغرافية قد تفرضها تل أبيب.
تحفظات داخل الجيش الإسرائيلي
قادة الجيش الإسرائيلي أعربوا بدورهم عن تحفظهم إزاء الخطة، مشيرين إلى أنها ستستغرق شهوراً للتنفيذ، ما قد يُفشل محادثات تبادل الأسرى. وفي ذات السياق، رفضت حركة حماس ما وصفته بـ«الخرائط الملغومة» التي ترسخ الاحتلال على أكثر من 40% من القطاع، ورفضت أي خطة تمهد للتهجير أو إنشاء معسكرات تشبه المعسكرات النازية.
ترامب يسعى لهدنة سريعة وسط فضائح سياسية داخلية
على الجانب الأميركي، عبّر الرئيس دونالد ترامب عن أمله في التوصل إلى هدنة خلال أسبوع، مؤكداً أن واشنطن تمارس ضغوطاً مكثفة على الجانبين. وأعلن مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، نيته لقاء مسؤولين قطريين خلال أيام لدفع المفاوضات.
في المقابل، تواجه الحكومة الإسرائيلية حالة من الفوضى السياسية، إذ كشفت صحيفة بيلد الألمانية عن تحقيق مع جوناثان أوريخ، مساعد رئيس الوزراء، بتهمة تسريب معلومات عسكرية للصحافة تتعلق بملف الرهائن، ما تسبب في احتجاجات داخل إسرائيل بعد كشف مقتل 6 رهائن في أغسطس الماضي.
«بروتوكول هنيبعل» يعود للواجهة
ميدانياً، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية تفعيل «بروتوكول هنيبعل» عقب وقوع "حدث أمني خطير" في غزة، وهو البروتوكول الذي يتيح منع اختطاف الجنود حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم. وأفادت التقارير بمقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين، فيما أُحبطت محاولة اختطاف أحد الجنود في اللحظة الأخيرة.
خسائر بشرية متزايدة في غزة
على الأرض، لا تزال المعاناة الإنسانية تتفاقم، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 22 مدنياً في غارات على خيام نازحين ومنازل بخان يونس، إضافة إلى 10 قتلى آخرين في مدينة غزة.