{الوقت … ما بين الاستغلال والضياع}
الوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان، فهو وعاء الأعمال، وميدان الإنجازات
مقالات


الوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان، فهو وعاء الأعمال، وميدان الإنجازات، ورأس المال الحقيقي لكل من يسعى إلى النجاح والسعادة. ومع ذلك، فإن كثيرًا من الناس لا يدركون قيمته إلا بعد فوات الأوان، فيقضون أعمارهم في اللهو والكسل والروتين، ثم يندمون حين لا ينفع الندم.
متى يكون الوقت معك؟
الوقت يكون معك حين تُدرك قيمته وتُحسن استغلاله. حين تخصص منه ما يكفي لتطوير ذاتك، لتعلم شيء جديد ينفعك في حياتك العملية أو الشخصية، لتقوية علاقاتك الاجتماعية المفيدة، أو لممارسة الرياضة والاهتمام بصحتك.
الوقت معك حين تجعل منه سلمًا ترتقي به نحو أهدافك، سواء كانت أهدافًا تعليمية، مهنية، أو حتى روحية. الجلوس في مكان ملهم، مع أشخاص إيجابيين، أو حتى بمفردك لكن وسط كتاب أو فكرة أو مشروع مفيد، هو ما يجعل وقتك حليفك، لا عدوك.
ومتى لا يكون له فائدة؟
الوقت يصبح بلا فائدة حين تقضيه في أماكن محدودة لا تمنحك شيئًا سوى الملل. حين تكتفي بالجلوس بين البيت ومكان لا يقدم لك أي جديد سوى إضاعة ساعات من حياتك بلا معنى. حين تدمن التسويف وتأجيل الأعمال، أو حين تختار صحبة لا تدفعك إلى الأمام بل تبقيك في دوامة من الكسل والضياع.
الجلوس في مكان لا يثري عقلك ولا ينمي قدراتك ولا يضيف لك تجربة جديدة هو بمثابة قتل للوقت وقتل لطموحاتك. كذلك، الاستسلام للروتين اليومي دون التفكير في تطوير نفسك، هو خسارة لا تعوّض.
كيف تجعل الوقت معك دائمًا؟
* ضع أهدافًا واضحة لحياتك، كبيرة وصغيرة.
* خطط لكل يوم بحيث تعرف ماذا ستنجز فيه.
* ابحث دائمًا عن أماكن وأشخاص يلهمونك ويشجعونك.
* تعلم كل يوم شيئًا جديدًا، مهما كان بسيطًا.
* تجنب الجلوس الطويل في أماكن لا تفيدك إلا في ضياع وقتك وطاقتك.
الخاتمة
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ومَن لا يقدّر الوقت لا يقدّر حياته. اجعل من كل ساعة فرصة لتقترب من أهدافك، ولا ترضَ بأن يضيع عمرك في أماكن وأعمال لا تنفعك. تذكّر دائمًا: «أنتَ مسؤول عن وقتك، فلا تدعه يمر وأنت واقف في مكانك».
ابدأ الآن، واستغل وقتك بما يعود عليك بالنفع والسعادة، لتقول يومًا بفخر: لقد كان الوقت معي، لا عليّ.