فاجعة النصيرات: استشهاد أطفال أثناء جلب الماء بصاروخ إسرائيلي "تعطّل"

إسرائيل تقر بخطأ الصاروخ.. وشهادات طبية تؤكد أن الضحايا أطفال ومدنيون

عربية وعالمية

البيداء

7/14/20251 دقيقة قراءة

في مشهد مأساوي جديد من مسلسل الجرائم المتواصلة ضد المدنيين في قطاع غزة، استشهد ثمانية فلسطينيين على الأقل، معظمهم من الأطفال، وأُصيب أكثر من 17 آخرين بجروح متفاوتة، اليوم الأحد، جراء ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت موقعاً لتوزيع المياه في مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما كان الأطفال يحاولون الحصول على مياه الشرب.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة، بأن من بين الشهداء ستة أطفال على الأقل، مؤكدة أن الإصابات تشمل حالات حرجة، في حين أُصيب آخرون بحروق وكسور نتيجة قوة الانفجار. وبحسب الأطباء، فقد جاءت الضربة بينما كان عشرات المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، مصطفين عند نقطة توزيع مياه، وهي من المواقع القليلة التي لا تزال تعمل وسط الانهيار الكامل لشبكات المياه والصرف الصحي في القطاع.

الجيش الإسرائيلي يقر ويبرر

من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بالهجوم، لكنه زعم في بيان رسمي أن الهدف كان عنصراً من حركة الجهاد الإسلامي، وأن الصاروخ تعطل وسقط على بعد عشرات الأمتار من هدفه المفترض. وأضاف: «يأسف الجيش الإسرائيلي لأي أذى لحق بالمدنيين»، مشيراً إلى أن الواقعة قيد المراجعة.

ورغم التبرير، واصل الاحتلال قصفه الجوي في مناطق مختلفة من القطاع. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 12 شهيداً سقطوا في غارة أخرى على سوق بمدينة غزة، من بينهم الطبيب الشهير د. أحمد قنديل، استشاري الجراحة العامة والمناظير في مستشفى المعمداني، الذي كان يساعد في علاج الجرحى منذ بداية العدوان.

أكثر من 58 ألف شهيد منذ بدء الحرب

وفي آخر تحديث رسمي، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عدد الشهداء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 تجاوز 58,026 شهيداً، بعد استشهاد 139 خلال الساعات الـ24 الأخيرة فقط، مؤكدة أن أكثر من نصف الضحايا من النساء والأطفال.

أزمة المياه في غزة تتفاقم

وفي ظل الحصار المحكم وتدمير البنية التحتية، يعاني سكان غزة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، بعد توقف معظم محطات التحلية عن العمل بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء. ويضطر آلاف المدنيين إلى الوقوف في طوابير طويلة لجمع المياه من مصادر بدائية، ما يعرّضهم لخطر القصف في أي لحظة، كما حدث اليوم.

ويستمر المجتمع الدولي في مطالبة إسرائيل بضبط النفس، إلا أن الحصيلة الميدانية اليومية تشير إلى تصعيد ممنهج يستهدف المدنيين، في ظل فشل المساعي الدولية حتى الآن في التوصل إلى هدنة إنسانية دائمة.