خرائط إسرائيل تُفجّر مفاوضات الدوحة: خطة "تقسيم غزة" تهدد التهدئة وتحوّل رفح إلى معسكرات نزوح
كشفت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة أن إسرائيل عرضت خرائط إعادة انتشار عسكرية تقضم أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة
عربية وعالمية


في تصعيد خطير ينذر بانهيار مفاوضات التهدئة الجارية في الدوحة، كشفت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة أن إسرائيل عرضت خرائط إعادة انتشار عسكرية تقضم أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة، في خطة تُبقي على الوجود العسكري في رفح، ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، ومناطق شرقية بعمق 3 كيلومترات، وهو ما وصفته حركة حماس بأنه "احتلال جديد" بغطاء تفاوضي.
ورفض وفد "حماس" المقترح بشدة، محذرًا من أن الخطة الإسرائيلية تمهد لـ تهجير قسري ممنهج لمئات الآلاف من النازحين، عبر تركيزهم في "معسكرات نزوح" غرب رفح على أنقاض المدينة المدمرة، وتحويل غزة إلى أرخبيل من الكانتونات المعزولة دون سيادة ولا معابر.
وساطة مؤجلة... وتوتر متصاعد
فيما أكدت المصادر إحراز تقدم في ملف الأسرى والمساعدات، لا تزال خريطة الانسحاب الكامل تمثل العقبة الكبرى أمام التوصل لاتفاق. وطلب الوسطاء المصريون والقطريون تأجيل مناقشة الخرائط لحين وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في محاولة لتقريب المواقف.
ورغم المساعي الدولية، أفادت صحيفة فايننشال تايمز بأن المفاوضات قد تستغرق أسبوعين إضافيين، نظراً إلى "خلافات جوهرية" حول الضمانات وحدود الانسحاب، في حين كشفت أكسيوس أن واشنطن طلبت من "حماس" تأجيل بحث هذه المسألة والتركيز على قضايا أخرى أولاً.
نتنياهو يتوعد ويتشدد
من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن بلاده ستكمل المهمة عسكرياً إذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال 60 يوماً، مؤكداً أن أي وقف دائم لإطلاق النار يجب أن يمر عبر "نزع سلاح غزة وانتهاء حكم حماس". وأوضح أن 20 من أصل 50 رهينة ما زالوا على قيد الحياة، في إشارة إلى تمسكه بشروط الحد الأقصى.
مجازر متواصلة... وتنديد دولي
ميدانياً، واصلت إسرائيل هجماتها العنيفة على القطاع، حيث استشهد 65 فلسطينياً، بينهم 28 أثناء انتظار مساعدات غذائية في رفح، وجرح نحو 180 آخرين. كما طال القصف خيام النازحين في خان يونس، وأُعلن عن إنزال جوي شمال غربي المدينة وسط قصف بري وجوي مكثف.
وفي خطوة عقابية جديدة، فرض جيش الاحتلال حظراً كاملاً على السباحة والصيد في سواحل غزة، رغم وجود عشرات آلاف النازحين في خيام على الشاطئ تحت حرارة الصيف القاسية.
دعوات للاعتراف بفلسطين ورفض لـ"مدينة الخيام"
في تطور سياسي لافت، طالب 60 نائباً من حزب العمال البريطاني وزير خارجيتهم بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، محذرين من خطة إسرائيلية لـ "تطهير عرقي" في رفح عبر مشروع "مدينة الخيام"، الذي يُرجّح أن يكون مقدمة لتهجير نحو 600 ألف فلسطيني.
وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل أميركيين اثنين على يد مستوطنين، أحدهم بالضرب المبرح والثاني برصاصة مباشرة، في بلدة سنجل شمال رام الله، ما يضيف فصلاً جديداً من تصعيد العنف الاستيطاني في الأراضي المحتلة.