حصاد الروبيان يواصل نجاحه للعام الرابع بفضل تقنيات كويتية مبتكرة
«الأبحاث»: إنتاج تجاري واعد باستخدام تقنية «بيوفلوك» وتحقيق خطوة نحو الاكتفاء الذاتي
محليات


نظّم معهد الكويت للأبحاث العلمية فعالية «حصاد الروبيان» السنوية بمحطة كبد للأبحاث والابتكار، وذلك برعاية القائم بأعمال المدير العام للمعهد الدكتور فيصل الحميدان، في إطار مشروع استراتيجي يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتطوير الاستزراع المائي كمصدر بديل ومستدام يتماشى مع رؤية كويت جديدة 2035.
وفي تصريح خاص، أوضحت الدكتورة شيرين السبيعي، الباحثة العلمية ورئيسة مشروع "مزرعة الروبيان الاقتصادية المستدامة باستخدام التقنيات الحديثة"، أن نجاح الحصاد للعام الرابع على التوالي يعكس التقدم النوعي في تطبيق تقنيات الاستزراع المغلق والمكثف، حيث بلغ متوسط وزن الروبيان 20 غراماً، ومعدل الإنتاج أكثر من 2 كغم/م²، وهو ما يمثل طفرة في الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية.
وأكدت السبيعي أن هذا الإنجاز تحقق عبر تطبيق تقنية "البيوفلوك" (Biofloc) الصديقة للبيئة، والتي تعتمد على إعادة تدوير المياه دون استخدام مواد كيميائية أو مضادات حيوية، مما يجعل المنتج أكثر أماناً وصحة. وقد استطاع الفريق البحثي تكييف هذه التقنية لتناسب ظروف المياه الجوفية في الكويت، رغم تحديات الملوحة المنخفضة والتركيبة الكيميائية المعقدة.
وفي خطوة تُعد الأولى من نوعها، تم طرح الروبيان المستزرع محلياً في الأسواق الكويتية، ما يفتح الباب أمام شراكات مع القطاع الخاص لتقليل الاعتماد على الواردات التي تشكل أكثر من 70% من استهلاك الروبيان المحلي حالياً.
كما كشفت السبيعي عن مشروع مستقبلي ضمن برنامج المبادرات الحكومية، يهدف إلى إنشاء "مجمع اقتصادي للاستزراع السمكي" في منطقة بر غضي، على مساحة 100 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1200 طن سنوياً، تشمل أنواعاً متعددة من الأسماك والروبيان، بالإضافة إلى مصانع أعلاف ومرافق تصنيع السمك، مما سيحدث نقلة نوعية في صناعة الاستزراع السمكي في الكويت.
ويعد المشروع مثالاً حياً على تكامل البحث العلمي مع التنمية الاقتصادية، ويمهد الطريق لتوسيع مساهمة التكنولوجيا والابتكار في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي المستدام.