قطر: مفاوضات وقف النار في غزة "تحتاج وقتاً".. وواشنطن تستعد لتكثيف الوساطة
أكدت دولة قطر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"
عربية وعالمية


في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط عشرات الضحايا، أكدت دولة قطر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" ما زال يتطلب مزيداً من الوقت، وسط محادثات غير مباشرة تستضيفها الدوحة.
مفاوضات صعبة بلا اختراق حتى الآن
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المحادثات الجارية لا تزال في مراحلها الحرجة، موضحاً:
«لا أعتقد أن بإمكاني تحديد إطار زمني في الوقت الحالي، لكن يمكنني القول إن الأمر سيستغرق وقتاً».
وتجري المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية، وبحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يُنتظر أن ينضم قريباً إلى الجلسات المقامة في الدوحة، في محاولة لإحياء المقترح الأميركي المتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن.
ووفق مصدر مطّلع على المفاوضات نقلته وكالة "فرانس برس"، فإن النقاش يتركز على آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وضمان وقف دائم لإطلاق النار، دون تحقيق أي اختراق يُذكر حتى اللحظة.
غارات جديدة ومجزرة في خيام النازحين
ميدانياً، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، حيث قُتل 29 فلسطينياً على الأقل في سلسلة غارات جوية عنيفة، استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، أبرزها خيام النازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة، ومنطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن سقوط ضحايا بينهم عدد كبير من الأطفال.
في المقابل، قُتل 5 جنود إسرائيليين وأُصيب 10 آخرون في كمين محكم نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية في بلدة بيت حانون شمال غزة، استخدمت فيه عبوات ناسفة وإطلاق نار خلال عملية الإخلاء.
حماس: الاستنزاف مستمر... ونتنياهو يتخذ القرار "الأكثر غباء"
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أن مقاتليها يخوضون "معركة استنزاف" ضد الجيش الإسرائيلي على امتداد القطاع. ووصفت استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي داخل غزة بأنه "القرار الأكثر غباء" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بن غفير يهاجم مفاوضات قطر
وعقب الخسائر الإسرائيلية، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إلى سحب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات الدوحة، مطالباً بفرض "حصار كامل" على غزة، وسحق عسكري شامل، وتشجيع الهجرة الفلسطينية، وعودة الاستيطان الإسرائيلي داخل القطاع، رافضاً "أي صفقة قد تطلق سراح آلاف الإرهابيين"، على حد تعبيره.
تحذير طبي: مستشفيات غزة منهارة
من جانبها، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من "زيادة حادة في الحوادث المرتبطة بتوزيع المساعدات"، أدت إلى إنهاك النظام الصحي في غزة. وقالت إن مستشفاها الميداني في الجنوب سجل 200 حالة وفاة منذ أواخر مايو، مشيرة إلى أن معظم الإصابات ناجمة عن طلقات نارية في أكثر من 21 حادثة جماعية.
وأكدت اللجنة أن هذه الحوادث تُفاقم من تدهور الوضع الإنساني في غزة، خاصة مع عدم اعتراف المنظمات الدولية ببعض مراكز التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.