«لعبة الإشارات» بين واشنطن وطهران: رسائل متبادلة تمهّد لعودة محتملة إلى طاولة المفاوضات

في أعقاب الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال المواجهة العسكرية الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، بدأت مؤشرات متضاربة تصدر من الجانبين توحي بإمكانية استئناف المفاوضات النووية

عربية وعالمية

البيداء

7/9/20251 دقيقة قراءة

في ظل التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، وفي أعقاب الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال المواجهة العسكرية الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، بدأت مؤشرات متضاربة تصدر من الجانبين توحي بإمكانية استئناف المفاوضات النووية، وإن في أجواء من الحذر والتباين الواضح في التصريحات.

تصريحات متباينة من واشنطن وطهران

الرئيس الأميركي دونالد ترامب كشف، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن وجود اتصالات مباشرة بين مسؤولين إيرانيين وواشنطن بهدف التمهيد لعقد جولة جديدة من المفاوضات، متوقعاً حدوث اللقاء "قريباً جداً"، وقد يكون خلال أسبوع. هذا التأكيد عززه المبعوث الأميركي إلى الملف الإيراني ستيف ويتكوف، الذي أشار إلى قرب استئناف المحادثات.

في المقابل، نفت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث الرسمي إسماعيل بقائي تقديم طهران أي طلب لعقد اجتماع مع الجانب الأميركي، مشيرة إلى أن واشنطن هي من بادرت عبر وسطاء بطلب استئناف التفاوض، مع دراسة الجانب الإيراني إمكانية العودة إلى الحوار ضمن شروط تتعلق برفع العقوبات وتحديد نسب تخصيب اليورانيوم، ما يمثل رفضاً جديداً لمبدأ "صفر تخصيب" الذي تتبناه الإدارة الأميركية.

زيارات إقليمية ورسائل متعددة

بالتوازي، تكثّف إيران من تحركاتها الإقليمية عبر زيارة وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى السعودية، حيث التقى نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في أول زيارة من نوعها بهذا المستوى منذ سنوات. كما سلّم عراقجي رسالتين خطيتين لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي تتعلقان بالعلاقات الثنائية، في وقت تواصل فيه مسقط لعب دور الوسيط في الملف النووي.

وفي تطور لافت، أجرى رئيس الأركان الإيراني عبدالرحيم موسوي اتصالاً هاتفياً بنظيره القطري وزير الدفاع خالد العطية، في أول تواصل عسكري مباشر بعد الضربات التي استهدفت قاعدة العديد في قطر، والتي قوبلت بإدانة خليجية موحدة.

الجدل الداخلي الإيراني

على الجانب الإيراني، تواجه تصريحات الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان انتقادات حادة من التيار المحافظ، بعد مقابلة أجراها مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون عبّر خلالها عن انفتاحه على استئناف الحوار مع واشنطن. ووصفت صحيفة "كيهان" المتشددة موقف بزشكيان بأنه "لين أكثر مما ينبغي"، معتبرة أن الجلوس مجدداً مع الأميركيين "الذين قصفوا الدبلوماسية" أمر غير مقبول. في المقابل، أشادت صحيفة "هام ميهان" الإصلاحية بما وصفته بـ"المسار الإيجابي" لبزشكيان، مطالبة بانفتاح إعلامي أكبر على الخارج.

ترامب يشبّه الضربة بقرار ترومان

وفي تصريحات مثيرة للجدل، شبّه ترامب قراره بقصف المنشآت النووية الإيرانية بقرار الرئيس هاري ترومان باستخدام القنبلة الذرية ضد اليابان، معتبراً أن ما فعله "أوقف الكثير من القتل"، ومشدداً على أن هدفه هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وفتح المجال لإعادة بناء علاقاتها مع العالم بـ"طريقة سلمية".