شبكات "الحرس الثوري" في سورية تحت ضغط متزايد: ضربات أمنية شمالاً وغارات إسرائيلية جنوباً
تشهد شبكات "الحرس الثوري" الإيراني في سورية فترة حرجة، حيث تجد نفسها تحت ضغط متزايد من جبهتين مختلفتين
عربية وعالمية


تشهد شبكات "الحرس الثوري" الإيراني في سورية فترة حرجة، حيث تجد نفسها تحت ضغط متزايد من جبهتين مختلفتين، مما يعكس تحولات إقليمية متسارعة في المشهد السوري. فبينما أعلنت وزارة الداخلية السورية توقيف عناصر مرتبطين بالحرس في مدينة البوكمال، التي كانت معقلاً للنفوذ الإيراني، كشف الجيش الإسرائيلي عن إلقائه القبض على خلية مدعومة من طهران في تل كودنة بمحافظة القنيطرة جنوب البلاد.
حملات أمنية سورية في البوكمال:
في الشمال الشرقي من سورية، أعلن العقيد ضرار الشملان، قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، أن "قوى الأمن الداخلي نفذت صباح الاثنين حملة أمنية واسعة ومحكمة في مدينة البوكمال ومحيطها، أسفرت عن توقيف أكثر من 50 مطلوباً في قضايا متنوعة". هذه القضايا شملت "حيازة السلاح غير المشروع والاتجار به، وترويج المواد المخدرة، وتهديد أمن المواطنين وسلامتهم"، مما يشير إلى استهداف مباشر للأنشطة غير القانونية التي قد ترتبط بوجود جماعات مسلحة.
عمليات إسرائيلية ضد خلايا "فيلق القدس" جنوباً:
في حادثة هي الثانية خلال أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته "أنهت عملية ليلية لإلقاء القبض على خلية كانت تُدار من قبل فيلق القدس الإيراني في منطقة تل كودنة جنوبي سورية". فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، مسؤول عن العمليات الخارجية ودعم المجموعات الحليفة لإيران والمناهضة لإسرائيل في الشرق الأوسط. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن العملية أسفرت عن "القبض على عدد من العناصر الذين شكلوا تهديداً في المنطقة". وكانت هذه العملية قد سبقتها عملية خاصة أخرى الأربعاء الماضي في جنوب سورية أسفرت أيضاً عن اعتقال عناصر "خلية" مرتبطة بإيران.
مفاوضات أمنية غير مباشرة وتحولات إقليمية:
تزامن هذه الاعتقالات يثير تساؤلات حول التطورات على الأرض، خاصة وسط تأكيدات سورية وأميركية وإسرائيلية على وجود مفاوضات أمنية غير مباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية واشنطن. هذا الحراك الدبلوماسي والأمني قد يفسر بعض الضغوط المستجدة على النفوذ الإيراني في المنطقة.
تطورات إقليمية أخرى:
في سياق متصل بالتحولات الإقليمية:
رفع "هيئة تحرير الشام" من لائحة الإرهاب: أعلنت واشنطن رفع "هيئة تحرير الشام" من لائحة التنظيمات الإرهابية، وهي خطوة تحمل دلالات كبيرة على صعيد التعامل الدولي مع الفصائل في سورية.
زيارة الشرع الثانية للإمارات: أجرى الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، أمس، زيارة رسمية إلى الإمارات، هي الثانية له إلى البلد الخليجي منذ توليه منصبه. التقى الشرع بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد ومسؤولين آخرين، وبحث معهم آخر التطورات في سورية والمنطقة، مما يشير إلى محاولات إعادة نسج العلاقات الإقليمية مع الحكومة السورية الجديدة.
تعكس هذه التطورات مجتمعة مشهداً إقليمياً معقداً ومتغيراً، حيث تتداخل المصالح وتتشابك الجهود الأمنية والدبلوماسية لتشكيل واقع جديد في سورية والمنطقة.