"لقاء تاريخي" بين أردوغان و"الشعوب" بمباركة أوجلان يمهد لسلام كردي تركي.. و12 جندياً تركياً يلقون حتفهم في العراق

شهدت تركيا تطوراً سياسياً مهماً أمس، حيث استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفداً من حزب "المساواة وديموقراطية الشعوب" (HDP) المؤيد للأكراد

عربية وعالمية

البيداء

7/8/20251 دقيقة قراءة

شهدت تركيا تطوراً سياسياً مهماً أمس، حيث استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفداً من حزب "المساواة وديموقراطية الشعوب" (HDP) المؤيد للأكراد. هذا اللقاء يأتي في سياق مسعى جديد لدفع عملية السلام بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، الذي كان قد أعلن حل نفسه مؤخراً. وقد سبق اللقاء "التاريخي" زيارة لوفد الحزب إلى مؤسس "العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان المسجون، والذي بارك الاجتماع مع أردوغان وأولى له "أهمية كبيرة".

حل حزب العمال الكردستاني وتسليم الأسلحة:

أعلن حزب العمال الكردستاني، المصنف كـ"منظمة إرهابية" من قبل أنقرة، حل نفسه في 12 مايو، منهياً بذلك أكثر من أربعة عقود من التمرد العنيف الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص. وجاء هذا القرار استجابة لدعوة زعيمه التاريخي عبدالله أوجلان.

وذكرت محطة "إن تي في" التركية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن "العمال الكردستاني" سيبدأ تسليم أسلحته في العراق هذا الأسبوع، وأن العملية ستتم وفقاً لجدول زمني محدد مع تسجيل السلطات لتلك الأسلحة. وفي خطوة متابعة، يزور رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالين بغداد اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين لمناقشة عملية تسليم الأسلحة، بعد أن التقى بمسؤولين في أربيل خلال الأيام الماضية لمناقشة نزع السلاح.

مأساة وفاة 12 جندياً تركياً في العراق:

في سياق متزامن ومحزن، أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس عن مصرع 12 عسكرياً تركياً جراء التسمم بغاز الميثان، أثناء تنفيذهم عملية بحث واستكشاف في كهف يستخدمه أعضاء في حزب العمال الكردستاني شمال العراق. وأشارت شبكة "بي بي سي" إلى أن غاز الميثان، وإن لم يكن ساماً بشكل مباشر، يمكن أن يؤدي إلى الاختناق في الأماكن الضيقة والمغلقة، ولا يزال السبب وراء وجود كمية قاتلة من الغاز في الكهف غير واضح.

تزامن مقتل هؤلاء الجنود مع زيارة وفد حزب "الشعوب" لأوجلان، وقد عبر الوفد عن حزنه الشديد إزاء الحادث، وقدم تعازيه لأسر الضحايا.

تحقيقات ضد زعيم المعارضة:

على صعيد آخر، يواجه زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزيل تحقيقات جنائية بتهمة إهانة الرئيس، بعد انتقاده الشديد لاعتقال عدد من رؤساء البلديات المنتمين إلى الحزب. وفي خطابه السبت، حذر أوزيل من أن الحكومة تهدد بإلغاء الانتخابات، مؤكداً أنه "لا ينبغي لأحد أن يتصرف كزعيم عصابة" ومشدداً على أن الشعب سيستعيد صناديق الاقتراع بنفسه في حال وقوع انقلاب.

تعكس هذه التطورات المشهد السياسي والأمني المعقد في تركيا، حيث تتشابك جهود السلام مع التحديات الأمنية والتوترات السياسية الداخلية.