الذكاء الاصطناعي... هل هو تهديد أم فرصة في ميدان التعليم؟
الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية فكرية أو مصطلح يتداول في المؤتمرات
مقالات


الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية فكرية أو مصطلح يتداول في المؤتمرات، بل بات أداة تعليمية حاضرة في فصولنا، وشريكا صامتا في عملية التعلم. المعلم الذكي اليوم لا يخاف من التقنية، بل يوظفها لتعزيز دوره، وتحرير وقته، وتخصيص تجربته التعليمية.
بدل أن يقضي وقته في التصحيح اليدوي أو إعداد نماذج مكررة، أصبح بإمكانه استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل أنماط أداء الطلبة توليد اختبارات فورية، وتصميم أنشطة متقدمة تناسب كل مستوى.
شخصيًا، من خلال عملي في قطاع التعليم وإشرافي على مسابقات الروبوت داخل وخارج الكويت شاهدت كيف أن الطالب الذي يتعامل مع الآلة بطريقة ذكية يصبح أكثر فضولا، وأكثر قدرة على التحليل، وأقل تعلقا بالتلقين.
نحن لا نطالب بتبديل المناهج، بل بتحديث أدواتنا التعليمية، وتحرير المعلم من أدوار التكرار إلى أدوار الإبداع والتمكين التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية لصناعة جيل يقود، لا يقاد.
هذا المقال هو جزء من سلسلة مقالات تمهّد لكتابي القادم: التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي".
لم يعد الاكتفاء بالمهارات التقليدية كافيًا في هذا الزمن المتسارع بالتطورات التقنية. أصبح من الضروري أن يتسلح المعلم بمهارات المستقبل، وذلك لا يتحقق إلا من خلال دورات تدريبية حديثة تُعنى بفهم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التعليمية. فالمعلم الذي يواكب العصر لا يكتفي بنقل المعلومة، بل يصبحمرشدًا ومبتكرًا قادرًا على توجيه طلابه نحو الاستفادة من التقنية بشكل واع وآمن.
من المهم أن تتبنى المؤسسات التربوية خططًا واضحة لتأهيل المعلمين، لا من باب الرفاهية، بل كأولوية وطنية واستثمار في رأس المال البشري. فالمستقبل لا ينتظر، ومن يتأخر عن مواكبته قد يفقد دوره ومكانته في العملية التعليمية.