"حزب الله" يصعّد في "اللحظة الإيرانية" ويرفض نزع سلاحه

تصاعد الموقف الذي أطلقه الأمين العام لـ "حزب الله"، نعيم قاسم، مساء أمس الأول، برفضه القاطع لنزع سلاح الحزب

عربية وعالمية

البيداء

6/30/20251 دقيقة قراءة

تصاعد الموقف الذي أطلقه الأمين العام لـ "حزب الله"، نعيم قاسم، مساء أمس الأول، برفضه القاطع لنزع سلاح الحزب. صرّح قاسم بوضوح: "هل هناك من لديه عقل ويفكر بشكل صحيح يلغي عوامل القوة لديه فيما الإسرائيلي لا يطبق الاتفاق ويواصل اعتداءاته؟" في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل.

تصعيد داخلي وتنسيق إقليمي

جاء موقف قاسم كردّ مباشر على الطروحات المتداولة بشأن سحب سلاح "حزب الله" من شمال نهر الليطاني، وعلى الاتصالات الرامية لصياغة موقف لبناني موحد حول حصر السلاح بيد الدولة للرد على ورقة المبعوث الأميركي توم برّاك. قد يكون كلام قاسم موجهاً إلى بيئة الحزب وجمهوره لشد العصب تجاه الضغوط، أو هو موقف تصعيدي في لحظة تفاوض دقيقة وحساسة. الأكيد أن موقف قاسم لا ينفصل عن التطورات الإقليمية، لا سيما أن "حزب الله" يرى أن وقف إطلاق النار الإسرائيلي - الإيراني أظهر قدرة طهران على الصمود وتوجيه ضربات قوية لإسرائيل. بالتالي، قد يكون تصعيد قاسم محاولة لمواكبة "اللحظة الإيرانية" وسط استعدادات أميركية-إيرانية للعودة إلى طاولة المفاوضات قريباً، حسبما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

سيناريوهات مستقبلية وموقف الحزب من ورقة برّاك

عملياً، دخل "حزب الله" مرحلة جديدة على المستوى السياسي، تتماشى برأيه مع زيادة الضغط الأميركي والإسرائيلي عليه وعلى لبنان. ويلجأ الحزب إلى التصعيد التدريجي تحضيراً لأي تطورات مقبلة، خصوصاً أنه لا يستبعد إمكانية لجوء تل أبيب إلى تصعيد عملياتها العسكرية لمواكبة إعداد بيروت جوابها الرسمي على "ورقة برّاك".

ويرى الحزب أن المرحلة الحالية محفوفة بالكثير من المخاطر وصولاً إلى احتمال الانفجار المتجدد. ويعتقد أن نتنياهو لم يكن يرغب في وقف الحرب على إيران، ويسعى لاستدراج واشنطن، كما أنه لا يريد وقف الحرب على غزة أو لبنان. وفي حال ضغط الأميركيون من أجل وقف الحرب في غزة بعد وقف النار مع إيران، فمن الممكن أن يتجه نتنياهو إلى إعادة إشعال الجبهة مع لبنان.

من هذا المنطلق، يتريث الحزب في تقديم أجوبة واضحة على "ورقة برّاك"، ويرفض تقديم التنازلات المطلوبة. لكنه يفضل الحديث عن الضمانات التي يريدها، وأبرزها انسحاب إسرائيل من الجنوب، ووقف الخروقات والاعتداءات والاغتيالات ضد عناصره، وإطلاق مسار إعادة الإعمار. هذا التفاوض سيكون بحاجة إلى وقت، ومن الممكن جداً أن يكون متوازياً مع تصعيد عسكري.