الذهب يهبط مع انحسار التوترات الجيوسياسية وتحسن التجارة العالمية

سجلت أسعار الذهب تراجعًا حادًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث انخفض سعر الأونصة إلى مستوى 3274 دولارًا، مسجلاً خسارة يومية تجاوزت 1.5%، وذلك إثر انحسار المخاطر الجيوسياسية وتحسن مؤشرات التجارة العالمية.

أسباب تراجع الذهب

أوضح متخصص من شركة دار السبائك الكويتية أن هذا التراجع جاء نتيجة:

• انحسار المخاطر في منطقة الشرق الأوسط وعودة الهدوء بين إسرائيل وإيران.

• تقارير إعلامية أفادت بقرب انتهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين، مما انعكس على تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

• التقدم في ملف التجارة العالمية، حيث تم توقيع اتفاق رسمي بين الولايات المتحدة والصين لإنهاء النزاع التجاري، مع توقعات بإبرام اتفاقيات إضافية قبل 9 يوليو المقبل تشمل دولًا مثل كوريا الجنوبية وفيتنام والاتحاد الأوروبي. تضمن الاتفاق تسريع الصين لشحنات المعادن النادرة مقابل تعهد واشنطن بإلغاء بعض الإجراءات المضادة، مما عزز الثقة بتحسن حركة التجارة الدولية.

بيانات اقتصادية ومؤشرات الأسواق

ذكر التقرير أن بيانات اقتصادية أميركية حديثة أظهرت ارتفاعًا في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 2.7% خلال مايو الماضي، متجاوزًا التوقعات، بينما استقر معدل التضخم العام عند 2.3%. هذه المؤشرات عززت من احتمالات خفض الفائدة الأميركية في سبتمبر المقبل.

بالإضافة إلى ذلك، تحسن مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان، وتراجعت توقعات التضخم لدى الأسر الأميركية، مما ساهم في تعزيز الإقبال على الأسهم التي سجلت مستويات قياسية، خصوصًا مؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز. بينما بلغت الأسواق الآسيوية أعلى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات.

نظرة مستقبلية وتوقعات محلية

على الرغم من تراجع مؤشر الدولار واستقرار عوائد السندات، لم يتمكن الذهب من الاستفادة من هذه المؤشرات الإيجابية، حيث أظهر المعدن النفيس ضعفًا مؤقتًا في جاذبيته كأداة تحوط. ويرجح التقرير أن تؤدي حالة الترقب الحالية إلى تصحيح أعمق في أسعار الذهب في حال لم تظهر محفزات جديدة تدعم الاتجاه الصعودي للمعدن الثمين.

تترقب الأسواق العالمية هذا الأسبوع تطورات مهمة على صعيد المفاوضات التجارية الأميركية قبل نهاية فترة التجميد الجمركي في 9 يوليو، إلى جانب منتدى البنك المركزي الأوروبي الذي سيتحدث فيه رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول وعدد من مسؤولي البنوك المركزية حول مستقبل السياسة النقدية. وتشمل قائمة البيانات المرتقبة أيضًا تقارير عن الوظائف الأميركية والتضخم في منطقة اليورو، ومؤشرات النشاط الاقتصادي في الصين وألمانيا واليابان وأستراليا.

على الصعيد المحلي، أفاد تقرير "دار السبائك" بأن سعر غرام الذهب عيار (24) بلغ نحو 32.32 دينارًا (نحو 99 دولارًا)، بينما سجل الذهب عيار (22) نحو 29.62 دينارًا (نحو 91 دولارًا). في حين بلغ سعر كيلو الفضة 402 دينار (نحو 1313 دولارًا). وتُعد "الأونصة" إحدى وحدات قياس الكتلة، وتُعرف أيضًا بالأوقية، وتساوي 28.349 غرامًا، بينما تساوي 31.103 غرامًا كوحدة قياس للمعادن النفيسة.