اتفاق سلام تاريخي بين رواندا والكونغو الديموقراطية بجهود أميركية - قطرية.. والسعودية ترحب

وقعت جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا اتفاق سلام في العاصمة الأميركية واشنطن

عربية وعالمية

البيداء

6/29/20251 دقيقة قراءة

وقعت جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا اتفاق سلام في العاصمة الأميركية واشنطن، يهدف إلى إنهاء فترة من الصراع المسلح الذي تصاعد في شرق الكونغو الغني بالموارد المعدنية منذ يناير الماضي بين الجيش الكونغولي ومتمردي جماعة "23 مارس" المدعومين من رواندا. وقد حضر مراسم التوقيع في مقر وزارة الخارجية الأميركية، وزيرا خارجية البلدين، ونظيرهما الأميركي ماركو روبيو، بالإضافة إلى ممثل عن دولة قطر، مما يعكس جهوداً دبلوماسية مكثفة قادتها واشنطن والدوحة.

تضمن البيان المشترك الصادر عن حكومات أميركا والكونغو الديموقراطية ورواندا "أحكاماً تتعلق باحترام سلامة الأراضي، وحظر الأعمال العدائية، وفض الاشتباك، ونزع السلاح، والدمج المشروط للجماعات المسلحة غير الحكومية، وإنشاء آلية تنسيق أمني مشتركة". كما يشمل الاتفاق "تسهيل عودة اللاجئين والنازحين داخلياً، بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووضع إطار عمل للتكامل الاقتصادي الإقليمي".

تصريحات الأطراف المعنية

علق وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على الاتفاق قائلاً إنها "لحظة مهمة بعد 30 عاماً من الحرب"، مؤكداً أن الرئيس ترامب يعطي الأولوية للسلام. وأشار إلى أن هذا التوقيع "خطوة مهمة"، معترفاً بأنه "لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به".

من جانبه، أكد وزير خارجية رواندا أوليفييه ندوهونجيرهي أن أساس الاتفاق يكمن في إنشاء "آلية تنسيق أمني مشتركة دائمة". والتزمت رواندا أيضاً بتسهيل عودة اللاجئين بدعم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، معتبراً أن تهيئة الظروف لعودة آمنة وكريمة أمر حيوي لتحقيق سلام دائم.

ورحبت وزيرة خارجية الكونغو الديموقراطية تيريز كاييكوامبا بالاتفاق، معتبرة أنه "يفتح فصلاً جديداً لا يتطلب الالتزام فحسب بل الشجاعة اللازمة لتحقيقه". وشددت على أن السلام "خيار، ولكنه أيضاً مسؤولية تتمثل في احترام القانون الدولي ودعم حقوق الإنسان وحماية سيادة الدول"، مؤكدة أن الاتفاق "يتيح فرصة نادرة لطي صفحة الماضي بتغيير حقيقي على أرض الواقع".

تداعيات الصراع والترحيب الدولي

تسبب القتال في شرق الكونغو في مقتل آلاف الأشخاص وموجات نزوح ولجوء واسعة، مما استدعى تحذيرات إقليمية ودولية واسعة من تداعياته على دول الجوار. يتجدد القتال في هذه المنطقة منذ سنوات بين الجيش النظامي ومجموعات مسلحة.

في سياق متصل، رحبت المملكة العربية السعودية بتوقيع اتفاق السلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وأكدت الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، أن المملكة تتطلع إلى أن يسهم الاتفاق في تحقيق آمال وتطلعات شعبي البلدين في التنمية والازدهار، وأن يعود بالنفع على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. وثمنت الوزارة المساعي الدبلوماسية المسؤولة والدور البناء الذي قامت به الولايات المتحدة الأميركية وقطر في دعم التوصل إلى هذا الاتفاق.