فلسفة الحياة

في متاهات الحياة وتعقيداتها، قد نمر بأشخاص يتركون فينا أثرًا عميقًا، وآخرين يعبرون كأنهم لم يكونوا.

مقالات

م. يوسف مجبل الصواغ

6/29/20251 دقيقة قراءة

في متاهات الحياة وتعقيداتها، قد نمر بأشخاص يتركون فينا أثرًا عميقًا، وآخرين يعبرون كأنهم لم يكونوا. ومع مرور الزمن، نكتشف أن لكل شخص دخل حياتنا دورًا معينًا، قد لا نفهمه وقتها، لكنه يكمل مشهدًا أكبر نراه بوضوح لاحقًا.

الأدوار التي نجهلها في حينها

قد تظن أن بعض الأشخاص كانوا مجرد صدفة، أو مرحلة عابرة، ولكن الحقيقة أن وجودهم أضاف شيئًا لا يُرى بسهولة: درسًا، يقظة، دفعة للأمام أو حتى صفعة توقظنا من غفلة. بعضهم جاء ليعلّمك كيف تحب، وآخرون ليعلّموك كيف تحمي نفسك، وهناك من جاء ليكشف لك قيمة من لم تقدرهم سابقًا.

من يُحفّز، من يُخذل، ومن يُلهم

في فلسفة الحياة، لا أحد "عديم الفائدة". حتى من خذلك قد أدى دورًا مهمًا: علمك ألّا تثق بسهولة، أو أن تعتمد على نفسك أكثر. من أحبك بصدق، ترك لك نموذجًا للحب النقي، ومن غادر فجأة، علّمك أن لا تعتمد سعادة قلبك على أحد.

الحياة مسرح ونحن ممثلون

كل شخص هو ممثل في مشهد من مشاهد حياتك، وقد يكون ظهوره مؤقتًا، لكن تأثيره دائم. الفكرة أن لا تتمسك بالدور أكثر من اللازم، ولا تحزن على انتهاء مشهد، بل اشكر كل شخص على ما قدمه في حكايته معك.

نهاية المشهد... بداية وعي

حين تبدأ في رؤية الحياة بهذه الفلسفة، لن تغضب على من رحل، ولن تندم على من خذلك، بل ستفهم أن لكل شيء توقيت، ولكل شخص في حياتك رسالة، وحين ينتهي دوره، يحين وقت الخروج من المسرح... لتُفتح الستارة على مشهد جديد أكثر نضجًا.

ونعلم...

نعلم الآن أن الحياة ليست عبثًا، وأن الأشخاص الذين مرّوا بنا لم يكونوا بلا سبب. نعلم أن البعض جاء ليحبنا، والبعض ليؤذينا، وآخرون فقط ليُمروا بنا مرور العابرين... لكننا أيضًا نعلم أن كلًّا منهم ترك بصمة، وأننا بتجاربهم كبرنا، وبأفعالهم نضجنا، ومن خلالهم فهمنا أنفسنا أكثر.

نعلم أن لا أحد يبقى للأبد، لكن الأثر هو الذي يخلّد، وأننا نحن أيضًا نؤدي أدوارًا في حياة الآخرين، ربما نجهل أهميتها... لكننا نؤمن بأن الله لا ينسج شيئًا في حياتنا عبثًا.

فامضِ في طريقك ممتنًّا، متقبلًا، واعيًا بأنك لست وحدك في هذه الرحلة، وأنك في كل لحظة... تتعلّم فلسفة الحياة.