الخليج على صفيح ساخن: ناقلات النفط تغيّر مسارها وبوتين يخذل إيران
في تصعيد جديد يهدد أمن الطاقة العالمي، كشفت بيانات تتبع السفن عن تغيّر مسار ناقلتي نفط عملاقتين على الأقل قبل وصولهما إلى مضيق هرمز
عربية وعالميةأخبار الخليج


في تصعيد جديد يهدد أمن الطاقة العالمي، كشفت بيانات تتبع السفن عن تغيّر مسار ناقلتي نفط عملاقتين على الأقل قبل وصولهما إلى مضيق هرمز، عقب الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع إيرانية، ضمن تحالف عسكري غير معلن مع إسرائيل. وتخشى الأسواق العالمية من أن ترد طهران بإغلاق المضيق، الذي تمرّ عبره نحو 20% من الإمدادات العالمية من النفط والغاز، ما قد يؤدي إلى شلل اقتصادي واسع النطاق.
وسجّلت أسعار الشحن للناقلات العملاقة ارتفاعًا حادًا بأكثر من الضعف في أقل من أسبوع، لتصل إلى أكثر من 60 ألف دولار يوميًا، في ظل الترقب والمخاوف من التصعيد. ووسط هذه التطورات، وجّه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تحذيرًا إلى الصين، داعيًا إياها للضغط على إيران لعدم الإقدام على إغلاق مضيق هرمز، باعتبارها أكبر المستفيدين من هذا الممر الحيوي.
وفي بكين، دعت الخارجية الصينية إلى خفض التصعيد، محذرة من تأثيرات أمنية واقتصادية كارثية على المنطقة والعالم في حال استمرار التصعيد. وأكد المتحدث الرسمي، غوه جياكون، أن الخليج يمثل شريانًا استراتيجيًا لا يجب العبث بأمنه.
في المقابل، عقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعًا طارئًا بدعوة من سفراء دول مجلس التعاون، حذر فيه السفير الكويتي طلال الفصام من استهداف المنشآت النووية الإيرانية، واصفًا الوضع بـ"الخطير والمهدد للاستقرار الدولي"، وداعيًا إلى التهدئة والحوار.
أما حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فقد سارع إلى تبرير الضربات الأميركية، معتبرًا إياها قانونية، وموجهًا اتهامات صريحة لطهران بالتورط في دعم الحرب الروسية على أوكرانيا من خلال تزويد موسكو بالطائرات المسيّرة.
وفي برلين، أبدى المستشار الألماني فريدريش ميرتس تأييده للضربات، معتبرًا أنها كانت "ضرورية لتفادي خطر أكبر"، مشددًا على أن إيران "لم تتخلّ عن طموحها النووي حتى الآن".
دبلوماسيًا، شهدت موسكو لقاءً يوصف بـ"البارد" بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي حمل رسالة من المرشد الإيراني علي خامنئي يطلب فيها دعمًا مباشرًا من الكرملين. ورغم إدانة بوتين للضربات الغربية، امتنع عن تقديم أي وعود بالدعم العسكري، مكتفيًا بالحديث عن "مساعدة الشعب الإيراني".
اللقاء لم يلبِّ تطلعات طهران، التي أعربت - وفق مصادر مطلعة - عن خيبة أملها من "الدعم الروسي الباهت"، مؤكدة رغبتها في مساندة أكبر من موسكو، بينما شدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على أن الشراكة مع إيران "استراتيجية وغير قابلة للكسر"، لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل بشأن المساعدات.