تضارب دولي في شروط التفاوض النووي... وإيران تصرّ على وقف الهجمات قبل الجلوس إلى الطاولة

في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، تتزايد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف العمليات العسكرية والعودة إلى المسار الدبلوماسي

عربية وعالمية

البيداء

6/22/20251 دقيقة قراءة

في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، تتزايد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف العمليات العسكرية والعودة إلى المسار الدبلوماسي، وسط تباين في المواقف الغربية، لا سيما بين واشنطن والدول الأوروبية، بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وشروط استئناف التفاوض.

«صفر تخصيب» شرط أمريكي... ومرونة أوروبية

تتمسك الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، بمبدأ «صفر تخصيب»، وترفض أي عمليات تخصيب نووي تجريها إيران على أراضيها، وتطالب بتفكيك برنامجها النووي بالكامل. كما تشترط واشنطن وقف دعم طهران للمجموعات المسلحة في الإقليم، وفرض قيود صارمة على برنامجها الصاروخي، في وقت ترفض فيه الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، وهو شرط وضعته طهران لاستئناف المفاوضات.

في المقابل، تبدي الدول الأوروبية استعداداً للعودة إلى اتفاق 2015 مع تعديلاته، بما يشمل رقابة إضافية على الصواريخ الإيرانية، وتقييد نسب التخصيب بدلاً من منعه بالكامل. لكن المحادثات التي أجريت مؤخراً في جنيف، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ودول الترويكا الأوروبية، لم تسفر عن أي اختراق.

إيران: لا مفاوضات في ظل القصف

إيران من جهتها، تشترط وقف العدوان الإسرائيلي أولاً قبل استئناف أي مفاوضات، وأكد عراقجي أن بلاده منفتحة على تقييد التخصيب إلى مستويات 3.67% المقرّة سابقاً، لكنها ترفض التخلي عنه تماماً. وأضاف في تصريحات إعلامية أن الهجمات الحالية تضعف الثقة في أي عملية تفاوضية، متّهماً واشنطن باستخدام المحادثات كغطاء للضربات الإسرائيلية.

مقترحات روسية وتركية

عشية زيارة عراقجي إلى موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران إلى التحلي بالمرونة، مؤكداً أن بلاده لا تسعى للوساطة بل قدّمت مقترحات بناءة لجميع الأطراف، وأنه تحدث مباشرة مع ترامب ونتنياهو وبزشكيان. كما شدد بوتين على دعم موسكو لحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي، في إطار الضمانات الدولية، مشيراً إلى فتوى المرشد الإيراني بحظر السلاح النووي.

وفي السياق ذاته، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من «سايكس بيكو جديد» في المنطقة، ودعا إلى حوار مباشر بين واشنطن وطهران، مؤكداً أن أنقرة مستعدة للعب دور الوسيط. وهاجم أردوغان إسرائيل بشدة، محملاً حكومتها مسؤولية إفشال المسار الدبلوماسي، ومطالباً الدول الإسلامية بتكثيف الضغط عليها.

الخليج يدعو إلى الاتزان والعودة للدبلوماسية

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أن سياسات دول الخليج المتزنة شكلت صمام أمان في وجه الاضطرابات، مجدداً دعوة المجلس للعودة إلى الحوار وضبط النفس. وأشاد بدور الوساطة العُمانية، داعياً إلى تجنّب التصعيد والانزلاق نحو حرب شاملة قد تمتد آثارها خارج حدود المنطقة.