مجلس العلاقات العربية والدولية يدين العدوان الإسرائيلي على إيران ويحذر من تداعياته.. ويؤكد ضرورة دور عربي فاعل في النظام الدولي الجديد

مجلس العلاقات العربية والدولية يدين العدوان الإسرائيلي على إيران ويحذر من تداعياته، مؤكدًا أن التغاضي عن جرائم إسرائيل وتدخلات طهران يهدد أمن المنطقة.

محلياتعربية وعالميةأخر الأخبار

البيداء

6/21/20251 دقيقة قراءة

أعرب مجلس العلاقات العربية والدولية في بيان أصدره اليوم السبت عن إدانته واستنكاره للعدوان الإسرائيلي السافر على جمهورية إيران الإسلامية.

يأتي هذا الموقف انطلاقاً من إيمان المجلس الراسخ بالقانون الدولي والأهمية القصوى للالتزام الصارم والدقيق بميثاق الأمم المتحدة. وحذر المجلس بشدة من التداعيات الخطيرة المحتملة لتطور هذا النزاع على الأمن والاستقرار والسلامة الإقليمية لدول المنطقة، وما قد ينجم عن توسعه وانتشاره من تهديد خطير للأمن الدولي واستقرار العلاقات الدولية.

إدانة لممارسات إسرائيل وتحذير من تدخلات إيران

قال المجلس في بيانه إن التغاضي عن سياسة وممارسات وجرائم النظام اليميني العنصري في إسرائيل، فضلاً عن دعمه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وحمايته من المسؤولية السياسية والجنائية عن سياسة الإبادة والتهجير العلنية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وتدخله العدواني السافر في البلدان العربية المجاورة، لا يمكن أن يحقق أهداف الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

وأضاف المجلس أنه في الوقت ذاته، لا يمكن بأي حال من الأحوال التغاضي عن أو إغفال دور إيران وسياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عموماً والمنطقة العربية على وجه الخصوص. وذلك من خلال تدخلاتها الفجة في شؤون البلدان العربية ومحاولة فرض رؤاها السياسية والفكرية والأيديولوجية عليها عبر تشكيل وتنظيم وتمويل كيانات سياسية وعسكرية داخلها تسهم في تمزيق نسيجها الاجتماعي وقدسية انتمائها الوطني باستبداله بالولاء السياسي والفكري والتنظيمي للنظام الإيراني. كما أشار إلى عمل إيران على استلاب استقلالية تلك الدول وسيادتها الوطنية وحرية قرارها السياسي وحقها في مواردها وثرواتها وتجييرها لخدمة أهداف النظام في السيطرة والهيمنة والنفوذ على المنطقة دون أي اعتبار لحرمة السيادة الوطنية وفي خرق واضح لمبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات الدولية.

مخاطر غياب العدالة الدولية

وتابع المجلس: "لذا دأب مجلس العلاقات العربية والدولية على التحذير من عواقب الاستهانة والتجاهل والتجاوز على قواعد ومبادئ القانون الدولي وخطورة توفير الحصانة لمرتكبيها من العقاب في تخلٍ من الدول الكبرى عن مسؤولياتها في حفظ وصيانة وفرض الأمن والسلام الدوليين طبقاً لميثاق الأمم المتحدة". وأوضح أن هذا الأمر قد يهدد بانهيار كامل لمنظومة العلاقات الدولية وشرعيتها إفساحاً للفوضى وسيادة شريعة الغاب، والتي تعبر عنها جرائم الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي تمارسها إسرائيل. وحذر المجلس من أنه إذا لم يتم لجم وردع وإيقاف النظام العنصري المتطرف في إسرائيل ومخططاته الوقحة والواهمة بشأن حقه وإمكانياته في إعادة تقسيم وتشكيل منطقة الشرق الأوسط على شاكلته العنصرية-الدينية المتطرفة، فستسود الفوضى.

حل الدولتين ومنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل

وقال المجلس إن ضمان الأمن والاستقرار والازدهار في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع يكمن أساساً في التطبيق الكامل والشامل لقرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين. كما أكد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي جوهرها التسلح النووي، وعدم السماح بتفرد إسرائيل بامتلاكه في تناقض واضح وخطير مع مبدأ إلزامية وعالمية معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وأضاف أن عدم تطبيق معايير العدالة والإنصاف ومبادئ الشرعية الدولية في منطقة الشرق الأوسط خلق ويخلق شعوراً بالظلم واليأس وانسداد الأفق، ويشجع التيارات المتطرفة ويوفر البيئة المناسبة لانتشارها. فضلاً عن تشجيع وتبرير سياسات عدم احترام القانون الدولي لدى الدول الإقليمية المجاورة ويفتح شهيتها وطموحاتها التاريخية والإمبراطورية للتدخل السافر والمباشر في المنطقة العربية.

ضرورة الدور العربي في بناء النظام الدولي الجديد

وأكد المجلس أن الأوضاع الخطيرة والأحداث المأساوية التي تعصف بالمنطقة العربية وتكالب الأعداء الطامعين والجيران الطامحين، واضطراب الأوضاع السياسية الدولية والمخاض العسير الذي تمر به عملية ولادة النظام الدولي الجديد، تستوجب بل تفرض ألا يظل العالم العربي غائباً أو مغيباً عن المساهمة والمشاركة الإيجابية الفعالة في تشكيل مبادئ وقواعد وأسس وهياكل النظام الدولي الجديد، والذي سيحدد مستقبل العالم لقرون عديدة قادمة. وحذر من أن غياب الدور العربي سيؤدي إلى تكرار النتائج الكارثية التي ألمت بالمنطقة العربية خلال القرنين الأخيرين نتيجة لتولي القوى الاستعمارية الكبرى حينذاك رسم وتحديد شكل المنطقة وتقرير مستقبلها في غياب مطلق لصاحب الشأن المعني.