بين مطرقة الداخل وسندان الخارج: كيف ترسم أزمات إيران وإسرائيل ملامح الحرب المقبلة؟
في خضم تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، تبرز معادلة داخلية غير تقليدية تعيد صياغة مشهد الصراع
مقالاتأخر الأخبار


في خضم تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، تبرز معادلة داخلية غير تقليدية تعيد صياغة مشهد الصراع: صراع الجبهات لم يعد مقتصرًا على الميدان، بل باتت الشعوب نفسها طرفًا في الحرب، ضاغطة على صانعي القرار من الخلف، وموجهة لبوصلة المعركة من الداخل.
🇮🇱 الداخل الإسرائيلي: إجماع مؤقت على وقع الصواريخ
رغم الانقسامات السياسية العميقة التي عصفت بالمشهد الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، إلا أن الهجوم الإيراني الأخير، الذي أدى إلى مقتل 24 مدنيًا، خلق حالة من الاصطفاف الوطني خلف المؤسسة العسكرية، وحتى خلف حكومة نتنياهو المثيرة للجدل.
أظهر استطلاع رأي حديث أن 83% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون الضربة الانتقامية ضد المنشآت الإيرانية، في حين لم تتجاوز نسبة التأييد لدى المواطنين العرب في إسرائيل 12% فقط.
زعيم المعارضة، يائير لابيد، رغم انتقاداته الدائمة للحكومة، أيّد العمليات العسكرية بعد أن طال منزله صاروخ إيراني.
هذا الاصطفاف منح نتنياهو "مهلة سياسية"، إذ فشل اقتراح حجب الثقة عنه في الكنيست، وتراجعت الدعوات لمحاكمته على خلفية قضايا الفساد في الوقت الراهن.
ومع ذلك، لا تخلو الصورة من التوترات:
70% من الإسرائيليين يطالبون بوقف الحرب على غزة إذا كان ذلك سيؤدي إلى استعادة الرهائن.
الثقة بالجيش الإسرائيلي، التي بلغت 92% في أكتوبر الماضي، تراجعت إلى 64% فقط مؤخرًا، ما يعكس تآكل الثقة بجدوى العمليات المطولة.
🇮🇷 الداخل الإيراني: شعب يئنّ تحت العقوبات والرصاص
على الجانب الآخر، يعيش النظام الإيراني تحديًا داخليًا متفاقمًا، فبينما يواصل إرسال الرسائل النارية إلى تل أبيب عبر "محور المقاومة"، يتزايد الغضب الشعبي تجاه السياسات الخارجية التي يرى كثير من الإيرانيين أنها سبب مباشر في تدهور الاقتصاد.
كشفت دراسة أجراها "معهد الشرق الأوسط" أن:
78% من الإيرانيين يعتقدون أن السياسة الخارجية لطهران تؤثر سلبًا على أوضاعهم المعيشية.
63% يرون أن الإنفاق الخارجي لا يخدم مصلحة الشعب.
بينما يؤيد 61% دعم إيران لحركات مثل حماس وحزب الله عسكريًا، فإن نسبة الدعم المالي تنخفض إلى 49% فقط.
الشوارع الإيرانية، التي اعتادت الشعارات المعادية لإسرائيل، باتت اليوم تردّد كلمات مختلفة:
"هم يقصفون، ونحن نرقص!" – شعار ساخر استخدمه ناشطون في طهران تعليقًا على الضربات الإسرائيلية.
يأتي هذا وسط تزايد التضييق على الحريات، وعودة موجات الاحتجاجات المطلبية، بما فيها إضرابات عمالية واعتصامات طلابية، تقابلها السلطة بالقمع وتقييد الإنترنت.
⚖️ الحرب في قبضة الداخل: قراءة استراتيجية
الطرف التأثير الداخلي التأثير على مسار الحرب
إسرائيل وحدة وطنية مؤقتة تحت تهديد إيران، لكنها قابلة للتآكل بفعل الاستنزاف في غزة قد تواصل التصعيد ضد إيران، لكن ضغوط الداخل قد تفرض تسويات لاحقة
إيران سخط شعبي يتصاعد ضد الإنفاق الخارجي والقمع الداخلي أي تصعيد طويل ضد إسرائيل قد يشعل انتفاضة داخلية تُربك النظام
📊 بلغة الأرقام: الحقائق تتكلم
83% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون ضرب إيران
70% يطالبون بإنهاء حرب غزة مقابل استعادة الرهائن
78% من الإيرانيين يحملون السياسات الخارجية مسؤولية التدهور المعيشي
24 مدنيًا إسرائيليًا قُتلوا في الهجمات الإيرانية
أكثر من 220 قتيلًا إيرانيًا سقطوا في الضربات الإسرائيلية الأخيرة
🧭 خلاصة المشهد
ليست الحرب بين إسرائيل وإيران مجرد مواجهة عسكرية بين دولتين، بل هي أيضًا صراع بين حكومتين وشعبين، حيث بات الداخل لاعبًا رئيسيًا في معركة الخارج. وفي ظل هذا التداخل العميق بين الميدان والسياسة، يظهر أن من يربح الداخل، قد يملك مفاتيح الحسم في الخارج.