بين النيران... الفرصة الذهبية: كيف تحقّق دول الخليج أكبر المكاسب من حرب إسرائيل وإيران؟
تظهر فرصة تاريخية نادرة أمام دول الخليج والشرق الأوسط لصياغة واقع جديد
مقالاتأخر الأخبار


في قلب العاصفة التي تشهدها المنطقة بين إسرائيل وإيران، ورغم التصعيد العسكري المقلق، تظهر فرصة تاريخية نادرة أمام دول الخليج والشرق الأوسط لصياغة واقع جديد، بعيدًا عن الشعارات، وبالقوة الناعمة والحسابات الذكية.
🎯 1. التموضع الذكي بين المحاور
مع انشغال إسرائيل وإيران في مواجهة مباشرة، بإمكان دول الخليج—وخاصة السعودية والإمارات وقطر والكويت—أن تلعب دور "الوسيط الاستراتيجي" بين القوى الكبرى:
فتح قنوات تواصل هادئة مع واشنطن وبكين في آنٍ واحد.
تقوية الموقع التفاوضي عبر الحياد النشط (Active Neutrality).
تصدير صورة الدولة المسؤولة التي تحافظ على استقرار الإقليم وتجنّب الانزلاق للفوضى.
💸 2. تعظيم المكاسب الاقتصادية
ارتفاع أسعار النفط والغاز يمنح دول الخليج فرصة لتعزيز موازناتها العامة، لكن الأذكى هو:
توجيه الفوائض المالية نحو الاستثمار في القطاعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.
استقطاب الشركات العالمية الباحثة عن بيئة مستقرة آمنة خارج مناطق التوتر.
ترسيخ مكانة البورصات الخليجية كمراكز مالية إقليمية.
🧠 3. قيادة إقليمية ناعمة عبر التكنولوجيا والمعرفة
بينما تُستنزف بعض القوى الكبرى في الصراع، يمكن لدول الخليج أن تتقدّم عبر:
إطلاق مبادرات إقليمية في مجالات الأمن الغذائي، الابتكار، التعليم.
توظيف الإعلام الذكي لرواية القصة الخليجية بصيغة عصرية للعالم.
تقديم نفسها كبديل حضاري متزن في بيئة مضطربة.
🛡️ 4. تعزيز الأمن السيبراني والعسكري بدون استنزاف
مع إضعاف إيران عسكريًا، يمكن لدول الخليج تطوير قدراتها الدفاعية بأسلوب ذكي:
التوسّع في الدفاع السيبراني والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
تعزيز التعاون الأمني الإقليمي (خليجي - مصري - أردني).
دعم وتحديث تحالفات قائمة مثل "درع الجزيرة" لتواكب التحديات الجديدة.
🤝 5. إعادة رسم التحالفات الإقليمية بمرونة
اللحظة الحالية مناسبة لإعادة ترتيب الأولويات والعلاقات:
تقريب المواقف الخليجية الإيرانية على أسس عقلانية إذا هدأت الجبهة.
بناء تحالفات قائمة على المصالح وليس الانتماءات العقائدية أو الأيديولوجية.
الحفاظ على قنوات تواصل مستقرة مع إسرائيل دون الدخول في صراعاتها.
🇰🇼 6. الكويت: الدولة الصغيرة بصوت كبير
رغم حجمها الجغرافي المحدود، تمتلك الكويت أدوات تأثير فريدة:
دبلوماسية قوية وتاريخ من الحياد البنّاء يجعلها وسيطًا مقبولًا لدى مختلف الأطراف.
فوائض مالية من ارتفاع أسعار النفط تتيح لها توسعة استثماراتها الدولية وتعزيز استقرارها الاقتصادي.
صوتها المتوازن في القضايا الإقليمية يمنحها مصداقية عالية في المشهد السياسي والإعلامي.
الكويت تستطيع أن تقدّم نفسها كـ"صوت الحكمة" في لحظة الضجيج، وتُرسّخ مكانتها كدولة مبدئية وواقعية في آنٍ واحد.
✅ الخليج في قلب اللعبة لا على هامشها
الحرب كارثة على الجميع، لكنها أحيانًا تفتح بابًا نادرًا للتأثير وصناعة المستقبل.
الذكاء، لا القوة، هو ما سيصنع الفارق الآن.
دول الخليج أمام اختبار تاريخي:
إما أن تتحرك كقوة فاعلة تقود الإقليم إلى الاستقرار والمكاسب،
أو تكتفي بمقعد المتفرّج... وتدفع لاحقًا فاتورة لم تشارك في كتابتها.