الذهب ينتعش مجددًا وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وتحذيرات أميركية لإيران

واصلت أسعار الذهب العالمية انتعاشها، مدعومة بتنامي حالة عدم اليقين الجيوسياسي، على خلفية التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، والدعوة الصادرة عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإخلاء العاصمة الإيرانية طهران، ما دفع المستثمرين إلى التوجه مجددًا نحو أصول الملاذ الآمن.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% إلى 3392.29 دولاراً للأونصة، بعد تراجعه بأكثر من 1% في اليوم السابق، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.2% إلى 3410.90 دولاراً.

الذهب يتأرجح قرب مستوى 3400 دولار

قال تيم واترر، كبير محللي الأسواق في "كيه.سي.إم تريد"، إن السوق تعاني حالة تذبذب نتيجة التحولات السريعة بين احتمالات التصعيد والتهدئة في الشرق الأوسط، وهو ما يُبقي أسعار الذهب تتحرك حول حاجز 3400 دولار للأونصة.

وقد شهدت الساحة الجيوسياسية تطورات لافتة تمثلت في استهداف إسرائيل لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وحدوث أضرار كبيرة في منشأة "نطنز" النووية – أكبر مراكز تخصيب اليورانيوم الإيرانية – حسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي خطوة أثارت مخاوف إضافية، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إخلاء طهران، منتقدًا موقف إيران من الملف النووي، ومشيرًا إلى أن مجلس الأمن القومي الأميركي في حالة تأهب دائم.

توقعات بانخفاض الذهب على المدى الطويل

رغم الارتفاعات الراهنة، توقّع بنك "سيتي غروب" أن يتراجع سعر الذهب إلى ما دون 3000 دولار للأونصة خلال عام 2026، مشيرًا إلى عوامل مثل تراجع الطلب الاستثماري، وتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية، إلى جانب خفض محتمل في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهي عوامل قد تحد من استمرار موجة الصعود الحالية.

البنوك المركزية: المزيد من الذهب.. وأقل من الدولار

بحسب النسخة الثامنة من استطلاع مجلس الذهب العالمي، فإن 95% من البنوك المركزية المشاركة تتوقع زيادة احتياطياتها من الذهب خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، وهو أعلى مستوى منذ بداية الاستطلاع، في حين يُتوقع انخفاض احتياطاتها المقومة بالدولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأوضح التقرير أن حوالي 76% من البنوك تتوقع تعزيز احتياطياتها من الذهب في المدى المتوسط، مقابل 69% في العام الماضي، في حين يرى ما يقرب من ثلاثة أرباعها أن حيازاتها من الدولار ستتراجع، مقارنة بـ62% العام الماضي.

وأشار التقرير كذلك إلى أن أكثر من 1000 طن متري من الذهب تم شراؤها من قبل البنوك المركزية خلال السنوات الثلاث الماضية، في قفزة واضحة عن متوسط الشراء في العقد السابق، الذي كان يتراوح بين 400 و500 طن.

كما أظهرت نتائج الاستطلاع أن البنوك المركزية في الاقتصادات النامية تُبدي قلقاً أكبر من التضخم والمخاطر الجيوسياسية مقارنة بنظيراتها في الدول المتقدمة.

حركة المعادن النفيسة الأخرى

على صعيد المعادن الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتسجل 36.43 دولاراً للأوقية، فيما استقر البلاتين عند مستوى 1245.55 دولاراً.