ألمانيا تُحذر من صدمة نفطية مع تصاعد التوترات.. والمركزي الأوروبي بين الترقب والحذر
وسط التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل، أطلق رئيس المصرف الفدرالي الألماني يواكيم ناغل تحذيرًا لافتًا من إمكانية حدوث "صدمة نفطية"
عربية وعالمية


وسط التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل، أطلق رئيس المصرف الفدرالي الألماني يواكيم ناغل تحذيرًا لافتًا من إمكانية حدوث "صدمة نفطية" قد تُربك التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو، داعيًا البنك المركزي الأوروبي إلى عدم التسرع في تيسير السياسة النقدية رغم تراجع التضخم.
وفي كلمة ألقاها في فرانكفورت، أشار ناغل إلى أن النزاع المتصاعد بين طهران وتل أبيب، الذي بلغت ذروته نهاية الأسبوع الماضي، قد يؤدي إلى "ارتفاع حاد في أسعار النفط" مما قد يُفسد التوقعات الحالية للنمو والتضخم، رغم أن التضخم في منطقة اليورو انخفض في مايو إلى 1.9% وفق بيانات "يوروستات".
صعود أسعار النفط وسط ضبابية جيوسياسية
ارتفعت أسعار النفط بشكل محدود صباح الإثنين، بعد قفزة بنسبة 13% يوم الجمعة في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأولى على إيران.
بلغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 73.82 دولارًا (+1.15%)
وارتفع برميل برنت بحر الشمال إلى 74.97 دولارًا (+0.99%)
هذا التحرك السعري يعكس قلق الأسواق من اتساع رقعة الصراع، ما قد يعيد أسعار الطاقة إلى مسار تصاعدي بعد فترة من التراجع ساهمت في تهدئة التضخم.
دعوة للمرونة وليس للاندفاع
ورغم أن البنك المركزي الأوروبي خفّض في يونيو معدل الفائدة للمرة الأولى منذ عام، بعد أن بلغت 4% في 2023، إلا أن ناغل – المعروف بتشدده النقدي – شدد على ضرورة التحلي بالمرونة دون الالتزام بمزيد من الخفض أو تجميد طويل، في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي، والتوترات التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة.
ما التالي لليورو وسياسة الفائدة؟
في ظل التوقعات التي تشير إلى تضخم عند 2.0% في 2025 و1.6% في 2026، يبقى المسار النقدي الأوروبي رهن التطورات الجيوسياسية وأسعار الطاقة.
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أكدت بدورها أن كل قرار سيُتخذ "في كل اجتماع على حدة"، في إشارة إلى نهاية محتملة لدورة التشديد النقدي.
لكن، ومع تصاعد الأخطار في الشرق الأوسط، يبدو أن التحفظ سيكون سيد الموقف في اجتماع يوليو المقبل، خشية من مفاجآت اقتصادية قد تقلب معادلة الاستقرار النقدي في القارة العجوز.